الخميس، أغسطس 12، 2010

مقتبس من كتاب مدرسة الصوم (2)




((سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 


ما أعظمه من شهر واحد في العام الحكيم العليم في معهد الإسلام , وأدخل فيه عباده المؤمنين ليصوموا نهاره ويقوموا ليله وليعمروا موسمه بالدرس والعمل المثمر لصالح الفرد والمجموع فما أشبه بمدرسة يقوم طلابها بتلقي علوم الأخلاق المثالية على يد أساتذة مثاليين ليتخرجوا آخر الشوط رجلا ونساء نمازج بحق فيصدقوا ما عاهدوا الله عليه ويكونوا أشبه بملائكة يمشون على الأرض مطمئنين . 

ومن هنا حق للجنة أن تتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان , وحق لنبي الإسلام عليه السلام أن يوصي بالصيام قائلا 
((
انه لا مثل له , وإنه جُنة يقي صاحبه من النار ))- روهما ابن خزيمة في صحيحه – وما تلك الوقاية , إلا إخماد الصوم لجزوة النفس الأمارة وقمعه الوسواس اللعين , وذالك هو الحصن من النار . 
كيف لا , رمضان هو الزمن الذي اصطفاه الله تعالى لإنزال القرآن , وأفيضت فيه على البشر هداية الرحمان وأشرقت شمس الدستور الخالد فبددت الظلام 
<<
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وان الله بكم لرؤف رحيم>> 9 (الحديد) 
فتحتم على المسلمين صيام هذا الشهر بخصوصه إحتفالاً بذكرى بدء إتصال السماء بالأرض , والروح الهادية بالمادية الطاغية , وشكر لله الذي تفضل على عباده فمنحهم فيه هدية الذكر الحكيم الذي يهدى للتى هي أقوم فنزول القرآن في رمضان نعمة كبرى , والصيام هو الضريبة المفروضة لأداء الشكر عليها , فإذا لم ينتفع المسلمون بنعمة الهدى الرباني  وفريضة الشكر عليها فأبعد بهم عن دينهم , ومن هنا صح الحديث ((من لم يغفر له في رمضان فمتى ؟ )أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو النعيم في الطب النبوي
أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام أوجز فوائد الصوم الخاصة والعامة في كلمة جامعة حيث قال ((صوموا تصحوا )) وهي لفظة قلة مبناها وعظم معناها ورو ائع الحكم فالصحة التي أفادت في الحديث أنها من أثار الصوم هي يحرص عليه كل فرد وكل أمة , وما هي إلا السلامة والعافية في كل شيء من الجسم , وفي العقل , وفي الروح وفي المجتمع وبيان هذا في المشاركة القادمة بإذن الله