الأحد، يوليو 31، 2011

رسائل رمضانية



 


أسأل الله لكم فى شهر رمضان
حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر
وهموم تتطاير 

وأن يجعل بسمتكم سعادة 
وصمتكم عبادة وخاتمتكم شهادة 
 ورزقكم فى زيادة 
وبكل زخة مطر
وبعدد من حج واعتمر 
أدعو الله أن يتقبل صالح العمل
...






شهر يرتفع فيه الدرجات
شهر عظيم .. شهر جميل
شهر يشعر المسلم بالفرحه
 شهر رمضان الكريم
.


..

غسل الله قلبك بماء اليقين
واثلج صدرك بسكينه المؤمنين
وبلغك شهر الصائمين



...

الله يتقبل صيامك وقيامك
ومبارك عليك الشهر 
ويعود عليك بصحة وسعادة 
وعمر مديد 
إن شاء الله 
.

..

رفع الله قدرك وفرج 
همك وبلغك 
شهر رمضان الذي احبه 
ربك ودمت لمن يحبك 
..


.

أمانينا تسبق تهانينا
وفرحتنا تسبق ليالينا
ومبارك الشهر عليك وعلينا


..

اللهم بلغنا رمضان 
واعنا على الصيام 
والقيام وقراءة القرآن 
.

..

بنسيم الرحمة
وعبير المغفرة
اقول مبارك عليك شهر العتق من النار
...


اللهم اجعلنا واياكم من الفرحين حين يقال:
(أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لايدخله أحد غيرهم) 
وفقنا الله جميعاًلحسن الصيام والقيام
...

أسأل الله أن يعطيك:
أطيب ما في الدنيا..محبة الله
وأحسن ما في الجنة..رؤية الله
وأنفع الكتب..كتاب الله
وأن يجمعك بأبر الخلق..رسول الله،
وأن يبلغك رمضان ويبارك لك فيه
اللهم آمين


..

سأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك
ويرفع قدرك ويشرح صدرك
ويسهل خطاك لدروب الجنة
وأن يجعلك من عتقائه من النار
ومبروك عليك شهر رمضان



...
الحمد لله الذي أحيانا فأوجد لنا مواسم للخير ونفحات للإيمان
وكل رمضان وأنتم :
أجد عملا 
وأكبر أملا 
وألم شملا 
وأسعد حالا 
وأوفر حلالا 
وأريح بالا 
وأكثر فألا 
وإلى الفردوس أقرب منالا

..

اليوم عندنا عيد...بقدومك يا رمضان الخير
صفحة من حياتنا...تبدأمن جديد

..

اللهم إني أحب عبدك هذا فيك
فأحبه و بلغه شهر رمضان يا كريم
.

..

اأجمل التهاني
وأحلى الأماني
نزفها بحلول رمضان
لكل من صامة
..

.

رفع الله قدرك
وفرج همك
وبلغك شهر رمضان
الذي احبه ربك
ودمت لمن احبك 
..
.

قبل السحور 
حبيت أكون أول شخص يقولك 
مبارك عليك الشهر
...





كل عام والجميع بألف خير هذه رسالة دمجتها من رسالتين واحدة مجموعة تواقيع رمضانية والأخرى أدعية جأتني في رسالتين  منفصلتين عبر البريد حبيت تشاركوني فوائدهما  تقبل الله منا آمييييييين

الجمعة، يوليو 29، 2011

دولة فلسطينية وهمية



دولة فلسطينية وهمية
كلنا يحلم ويتمنا قيام دولة فلسطين على حدود ال67 .
دولة مستقلة  ذات سيادة على أراضيها وشعبها ،  دولة لها إدارتها المالية , وقواتها العسكرية التي تؤهلها لدفاع عن حدودها وممتلكاتها ، دولة تحمل مقياس وخصائص حالها حال أي دولة حديثة معاصرة .
والمتابع للشأن الفلسطيني وسياسة إسرائيل  يدرك تماماً كيف توظف الأخيرة الرأي الإعلام العالمي بشقيه العربي الإسلامي والغربي المسيحي اليهودي وكيف تسيطر عليه وتجعله يركز وبالإحياء على ما تريد فرضه على الأخريين ليفهموه .
وذالك من خلال لعبها بالكلمات والتصريحات بين الحين والحين حتى تؤكد لكل المتابعين أن القضية بكاملها تنحصر في هذا الأمر بعينه .
كما فعلت عندما لعبت بكلمة المفاوضات ، تعلن متي تبدأ وبشروط  محددة وفجأة تمتنع عن أي مفوضات ثم تمهد الطريق للقبول بها وهكذا دواليك تظل وسائل الإعلام تركز على كلمة مفاوضات وكأنما قضية فلسطين برمتها هي المفاوضات ، رامين خلف ظهورهم موضوع ولب وروح قضية فلسطينية التي تتمثل في الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة ، وعودة اللاجئين المهجرين ، وإطلاق عشرات الألوف من الأسرى الفلسطينية في سجون إسرائيل ، وقيام دولة فلسطين ذات السيادة
وهذا ديدن إسرائيل اللعب بالإعلام العربي الذي يلهث بغباء  خلف السراب وتجعل الإعلام الغربي يفعل ذالك متعمد لسيطرة اليهود على جميع وسائل الإعلام الأمريكية والغربية  المرئية منها والمقرئة .وأثناء ذالك تقتل من تقتل وتأسر من تأسر وتبني مستوطنة هنا وهناك وتأتي  باليهود الفلاشة من هنا واليهود الروس  من هناك وتجني بذالك أجود وأحلى الثمار التي تتلهف عليها وتتمناها وتشتهيها  بعد أن رمت بثمرة المفاوضات الذابلة  للإعلام .وتضيع القضية وتتلاشى وتنكمش في كلمة مفاوضات .
ومع الفتي العربي الثائر الذي يسعى إلى التغير نحو الأفضل ويعشق أن يطير في فضاء الحرية ويُبحر في محيط العزة والكرامة ويرتع من حياض خيرات أوطانه ويستعيد سيادته على أرضه ويعيد يسجل التاريخ مجده  هبت الرياح عكس ما تشتهي سفن إسرائيل وبزغت شمس دولة فلسطين



هنا أدركت إسرائيل أن الكورة  لم تُعد في مرماها وتحولت إلى الملعب الآخر الذي يسطر عليه ذاك الفتي العربي الثائر إذن لابد من وضع خطة يهودية ذكية تلهي الفتي وتسهل علي إسرائيل سحب الكورة من ملعبُه .
إليكم الخطة كاملة : -
عليه تُوهم الجميع أنها ضد قيام دولة فلسطين . وسوف تفعل كل ما تستطيع لمنع قيام هذه الدولة . هنا كما عودنا إعلامنا الغبي يلهث وراء التحليل والتنظير عن أن إسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطين ومن حيث ان وكذالك فهي تمنع قيام الدولة  وكذالك يفعل الإعلام الغربي والأمريكي . بحيث تصبح كل مشكلة فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني وهذا الفتي الثائر هي فكرة قيام  دولة فلسطين  التي لا تمتلك أدنى مؤهلات أفقر دولة في العالم وهي السيطرة على حدودها والدفاع عن أراضيها وشعبها وممتلكاته دولة مهمتها أن تكون جدار عازل لحماية أمن إسرائيل بني من طوب هو أجساد الشعب الفلسطيني .
وتبقى قضية الأسرى ، وعودة اللاجئين ، وعودة الأراضي وجميع الحقوق المسلوبة عبارة عن قضايا مؤجلة على ما لانهاية .


وعندما تبلغ فكرة قيام دولة فلسطين الذروة في العقول والهدف للفتى والثائر هنا تبدأ إسرائيل بسحب الكورة من الطرف الآخر فتبدوا للجميع أنا مستسلمة ومتنازلة وهي الضحية التي تبدوا بمد يد السلام  وتعلن فجأة موافقتها وقبولها لقيام دولة فلسطين التي وصفتها سابقاً . هنا يصفق لها الإعلام الغربي وبعض العربي الذي لم يفهم اللعبة ويكون الضحية الأولى والأخير هو شعب فلسطين الذي يخرج من قيام الدولة بخف حُنين  . لا أمن ولا أمان من إسرائيل ولا سلام ولا عودة للاجئين ولا ا طلاق سراح أسرى ولا عودة القدس ولا ولا والا وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
لا يحتاج الأمر مني كثير توضيح الرسالة الهامة التي أريد إرسالها للجماعة الذين يمثلون الشعب الفلسطيني ويمثلون الأمة والفتى الثائر خاصة من يقومون بلعب أدوار قيادية وتربطهم علاقات قوية مع أمريكا والغرب
إذن لا يجب أن ينصب الاهتمام بقيام الدولة دون أن تُحدد ما هي الشروط التي يجب أن تقوم بها الدولة تلك التي تمنحها كامل حقوق الدولة الحديثة ويحل المشاكل الهامة العالقة ولأبد من وجود قوات عربية مشتركة للدفاع عن هذه الدولة إذا كُتب لها الولادة حتى تتمكن من قيام جيشها الذي يمكنها من حماية أراضيها ومواطنيها
من هنا أناشد الرئيس محمود عباس إذا كان تهمه حل القضية ومتحمس لقيام دولة فلسطين أن يتخلى عن ترشيح السيد فياض حتى تكتمل المصالحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني الذي يدعم قيام الدولة
ولو كنت أنا هذا الفياض لقدمت استقالتي وانسحبت من الساحة السياسة إذا شعرت إني سبب لعدم التوافق الفلسطيني وطالما أدركت أن اسمي أصبح مشكلة للتصالح بين فتح وحماس ولكن أقول الله يرحمك يا أبو عمار  الذي كان لا يساوم في تماسك البيت الفلسطيني
صبراً شعب فلسطين فإن دولتكم قادمة بإذن الله ولو بعد حين  










الثلاثاء، يوليو 26، 2011

اجتماع خاص مع وزراء الإعلام العرب







همسة في أذن وزراء الإعلام العرب 




من المحيط إلى الخليج  من أقصى المغرب العربي إلى أقصاه  الشرقي
أساتذتي الإجلاء أخواني وأخوتي المحترمين بعد التحية
أدرك الحمل الثقيل الذي تحملونه والمسئولية العظيمة المكلفين بها من قبل دولكم  . ومن ضمن مهامكم توجيه الرأي العام لما تريده سياسة  الدولة أو ما تريد فرضه على الشعوب بغض النظر عن صدقه لأن هدف الدول هو السيطرة على الأمن العام حتى لا تعم الفوضى أو يحدث خلل في سيادة حكم الدولة وبسط سيطرتها ونفوذها   كلنا نتفق على ذالك
ونحن كشعوب ندرك أن سياسة الإعلام الغاية تبرر الوسيلة
لذالك لم نعد نهتم لإعلام الدولة من ناحية الصحف ومقالتها ذات الطابع السياسي الذي يعكس موقفها  وما تريده أن نفهمه نحن كمواطنين ونؤمن ونعمل به . ولم نعد نهتم للقنوات الرسمية للدولة ولا الفضائيات التي ترتبط بالدولة وسياستها
وكما تعلموا أحبتي نحن في عصر العولمة وأصبحنا نأتي بالأخبار من مصادرها الأصلية وبالصوت والصورة والأدلة الدامغة
وهذا ما جعل الصحف الحكومية أو إعلام الدولة بصفة عامة يفقد مصداقيته لدينا ولا يعنين في كبير أمر أو صغيره
ولأني حزنت وتأسفت لموقفكم هذا بدأت أفكر لكم في حل . لعله يشفي غليلكم ويريح سريرتكم وتغر به أعينكم
ولكي يكون الحل جزري وقوي لأبد أن أتقمص شخصية    رئيس الدولة أو وزيرة الإعلام إذن السؤال الذي تنظرون الإجابة عليه ! هو  ماذا أفعل لو كنت أنا رئيسة دولة أو وزيرة إعلام أريد أن أفرض سيطرة إعلامي الذي يتعلق بدولتي أو وزارتي على توجيه الرأي العام وفرض هيمنتي على تحريكه متي ما أشاء وكيف ما أشاء ؟!!!!
ولأنه سر لا أريد الشعوب أن تعلم به اقتربوا مني أكثر وتأكدوا من عدم وجود تسجيل أو منفذ للصوت .
جميل أسمعوا وافهموا جيداً .  بعد دراسة وبحث وتوغل داخل المجتمعات بثقافتها المختلفة ومن خلال تواجدي في الشارع مع العامة من الناس والخاصة منهم . أدركت أن إعلامنا لا يؤثر على الرأي العام ولا يصدقون كلمة مما نقول أو نكتب أو نعلن إلا نادراً عندما يشاهدوا بالأدلة الملموسة
ووجدت من خلال بحثي إذا قلنا شي يتوقع مواطنونا عكسه تماماً الأمر الذي صدمني جدا
أعطيكم مثال . عندما نكتب في صحفنا نحن ندين ونستنكر ونشجب ما تقوم بها إسرائيل تجاه شعب فلسطين الاعزل الخ سرعان ما يدرك مواطنينا أنا لا نبالي بفلسطين ولا بقضية فلسطين وإنما نقول ذالك لزر الرماد على العيون تعجبت كيف فهموا ذالك .
ومن هنا جاء الحل الجزري لكسر الحاجز الكبير بيننا كإعلام دولة وبين شعوبنا . ألا وهو أن نكتب الصدق
نقول نحن لا نهتم بقضية فلسطين ولا يعنينا أمر الشعب الفلسطيني ، ولا يهمنا انفصال جنوب السودان أو شماله وليتحرق كل الشعب الصومالي الأجرب و ليموتوا جوعاً على الأقل نخلص منهم وهكذا
ولقد جربت ذالك خلا ل صحف الأسبوع المنصرم وكانت النتيجة مذهلة       
أدرك الشعب أن دولتي وإعلامي متأثر جداً لقضية فلسطين وإني حريص على وحدة السودان وحل مشكلة الصومال
وخلصت كل الصحف من المكتبات بل دعت الحاجة إلى رفع طباعة أعداد إضافية للصحف دولتي اليومية وذاد عدد المتابعين لفضائيات الدولة
وأثبت بذالك تبني سياسة الصدق لعكس موقف وسياسة دولنا الحق مهما كان هذا الصدق يسيء لنا أو يؤثر على الأمن القومي  هو الذي يجعل من إعلامنا  مسيطر على إدارة دفة الرأي العام  وثقوا بما أقول  تماماً و لا تخافوا     
             ودمنا مسيطرين على الرأي العام للشعوب



 







الأحد، يوليو 24، 2011

الشعب يريد توفير المياه



عطشى على ضفاف نهر النيل 


سيدي الرئيس إذا لم تستطيع الدولة توفير المياه لمواطنيها فما هو الذي يمكن أن تقدمه لهم غير ذالك وما فائدتها مع عدم توفر المياه ؟!!


يمتد النيل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في السودان ومشكلة المياه قديمة في السودان أيعقل بعد كل هذه السنوات لا تستطيع الحكومة حل مشكلة المياه ؟!
أين العقول أين التفكير أين التخطيط أم أن حكومتنا تتخبط عشوائياً في إدارة البلاد؟!!

خرج المواطنين في أركويت وجبرا وبعض المناطق التي انقطعت عنها المياه لأكثر من ثلاث أيام
هل خرج مسؤل ليتحدث إليهم أم ؟!
أم تم استقبالهم بالهروات والقنابل المسيلة للدموع  ؟!! أن تكون على خطأ وبدلاً أن تعتذر   أو تستقيل  تتمادى في غيك وتقابل من أخطأت في حقه بالهروات والعصي والقنابل عار وأي عار تلطخت به حكومة البشير على يد والي الخرطوم
ما هو جوابك سيدي الرئيس عندما يسألك العلي القدير أنت راعي على هؤلاء العطشى ؟!!





بعد يومين من هذا المقال صدر الآتي من والي الخرطوم 




اعلن والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر انتهاء أزمة مياه الشرب بالولاية وقال إن كل المحطات النيلية أصبحت تعمل بطاقتها القصوى بعد أن عادت درجة العيكورة للمعدل الطبيعي نافياً وجود أي مشاكل في مواد التنقية، وأرجع أزمة المياه بالولاية لأسباب طبيعية وقال لو كان هناك أي شخص يقف وراء الأزمة لأقلته من منصبه فوراً. وأكد الوالي أنهم مع المطالبة بالحقوق.
وفي سياق آخر دشن والي الخرطوم أمس مشروع قوت العاملين بتوزيع (6) سلع رئيسية لـ (100) ألف عامل بالولاية بالأقساط يتم سدادها خلال عام. وقال الوالي إن ما تقوم به الآلية الاقتصادية بالولاية محاولة لضبط سياسة التحرير الاقتصادي بهدف إحداث وفرة في السلع الضرورية. وكشف الوالي عن اتفاق مع مصدري المواشي بتخصيص حصة من الصادر للذبيح المحلي بهدف خفض أسعار 
اللحوم. مشيراً إلى أن ولايته تتجه لزيادة المنتج من اللحوم البيضاء.

الحمدالله على هكذا خبر يسر الخاطر ونقول وفقكم الله وسدد خطاكم لمافيه مصلحة السودان والشعب السوداني 


.

الأربعاء، يوليو 20، 2011

مقتبس من كتاب مدرسة الصوم



مدرسة الصوم
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ِوالسلام ِ والإسلام والتوفيق ِ لما تحبه وترضى . ربُنا وربك الله.
اللهم أجعله هلال خير ورشد.
اللهم إني أسألك من خيرِ هذا الشهرِ وخيرِ القَدَرِ , وأعوذ بك من شرَّه .
مدرسة الصوم

لا تحسبوا أيها الناس أن المقصود من الصيام , هو هذه الأيام المعدودات , التي تأتينا كل عام , ثم تنتهي , وتعود بعدها للناس حياتها الرتيبة , يعبون من شهواتها عبا, لا يبالون بمال من أين اكتسبوه ولا طعام سحت كيف أكلوه .لا فما لهذا شرع الصيام (وسبحان من تنزه عن العبث في تشريعه) .
ما شرع هذا الصيام لشهر , ولا لعام , لا , بل ولا للحياة فرد , ولا لنظام أمة خاصة , ولا لجيل من الناس يعمر ما يعمر ثم ينقضي , بل هو شريعة الإنسان في سموها , ودينها عند كمالها , ينظم عقد الإنسانية الذي إنفرض , ويجمع شملها الذي تفرق , ويوحد بينها في الشعور والإحساس - وما أشبه الصوم للإنسانية (بالدينامو) الذي ما فتيء يمدها بكهربائه فيضيئ لها  على الدوام سبل الحياة الرشيدة ومتى شحنت النفس بتيار الإيمان وتربى معها الضمير الحي سلكت في سيرها العملي طريقاً سوياً لصالح الفرد والجماعة .
فكل ما يظهر في الأمم والأفراد من أعمال , إنما مصدرها نفوسهم , وعلى قدر ما تحمل هذه النفوس من صفاء وإشراق , بقدر ما تمنح ذالك للناس بردا وسلام.
الصوم يخضع من كبرياء النفس ويمسك بناصيتها –ومن الميسور على النفس إن لانت تسرع في سائر نواحي الطاعات , وصدق الرسول القائل ((ان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) أخرجه البخاري ومتي شاهدت جدباً في أرض أعمال الناس الطيبة , أو ملوحة في أنهار البذل والإنفاق أو أبصرت أشواكاً في الناس وكلاليب وذئاباً , فأعلموا أن هذا الظاهر النجس الدنس إنما مصدره , جدب النفوس , وملوحة القلوب , وغلظة الأفئدة .
الصلاة بطهارتها وأعمالها ومواقيتها , وجمعتها وجماعاتها – والزكاة بما فيها من بذل لشقيق الروح وانتقاص من المال للسائل والمحروم , والحج بما فيه من تعب السفر في البر والبحر , وإنفاق الغلي , والجهاد في سبيل الله بويلاته وأهواله وصبره وجلاده , ومعاملة الناس بالحسنى , والانتصار للحق , والغضب لله , والرضى لأجله –كل هذه المظاهر تحتاج لقلب مؤمن ونفس راضية فاهمة
ولعلكم فهمتوا الآن خطورة الصيام وتغلغله في سائر نواحي الدنيا والآخرة , ولهذا حثنا الله على الإكثار منه في سائر أيام العام , وفي الأسبوع يومان , وفي الشهر ثلاث أيام , حتى يكون هذا الصوم الفرعي مذكراً بمركزه العام وشهر رمضان وما أشبه صوم النوافل بالتمرينات المناورات العسكرية , لئلا ينسى الجنود _ فالإكثار منه يبقي الفضيلة التي اكتسبناها من رمضان غضة طرية , ولا يبليها طول العهد وتقادم الأيام , وسبحان من سوى في الصيام بين الفقير والغنى , لأنهما أحوج ما يكونان إلى النفس الكريمة التي تدفع بطر الغني ويأس ألفقير وخنوعه , فتحد من جشع الأولى وترفع من انحطاط الثاني , وهنا تتقارب الطبقات وتقل الحواجز التي أوغرت الصدور , ويحيا الجميع في سلام ووئام وصدق الله العظيم
((سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
((سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ((


ما أعظمه من شهر واحد في العام الحكيم العليم في معهد الإسلام , وأدخل فيه عباده المؤمنين ليصوموا نهاره ويقوموا ليله وليعمروا موسمه بالدرس والعمل المثمر لصالح الفرد والمجموع فما أشبه بمدرسة يقوم طلابها بتلقي علوم الأخلاق المثالية على يد أساتذة مثاليين ليتخرجوا آخر الشوط رجلا ونساء نمازج بحق فيصدقوا ما عاهدوا الله عليه ويكونوا أشبه بملائكة يمشون على الأرض مطمئنين . 

ومن هنا حق للجنة أن تتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان , وحق لنبي الإسلام عليه السلام أن يوصي بالصيام قائلا 
((
انه لا مثل له , وإنه جُنة يقي صاحبه من النار ))- روهما ابن خزيمة في صحيحه – وما تلك الوقاية , إلا إخماد الصوم لجزوة النفس الأمارة وقمعه الوسواس اللعين , وذالك هو الحصن من النار . 
كيف لا , رمضان هو الزمن الذي اصطفاه الله تعالى لإنزال القرآن , وأفيضت فيه على البشر هداية الرحمان وأشرقت شمس الدستور الخالد فبددت الظلام 
<<
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وان الله بكم لرؤف رحيم>> 9 (الحديد) 
فتحتم على المسلمين صيام هذا الشهر بخصوصه إحتفالاً بذكرى بدء إتصال السماء بالأرض , والروح الهادية بالمادية الطاغية , وشكر لله الذي تفضل على عباده فمنحهم فيه هدية الذكر الحكيم الذي يهدى للتى هي أقوم فنزول القرآن في رمضان نعمة كبرى , والصيام هو الضريبة المفروضة لأداء الشكر عليها , فإذا لم ينتفع المسلمون بنعمة الهدى الرباني  وفريضة الشكر عليها فأبعد بهم عن دينهم , ومن هنا صح الحديث ((من لم يغفر له في رمضان فمتى ؟ )أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو النعيم في الطب النبوي
أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام أوجز فوائد الصوم الخاصة والعامة في كلمة جامعة حيث قال ((صوموا تصحوا )) وهي لفظة قلة مبناها وعظم معناها ورو ائع الحكم فالصحة التي أفادت في الحديث أنها من أثار الصوم هي يحرص عليه كل فرد وكل أمة , وما هي إلا السلامة والعافية في كل شيء من 
الجسم , وفي العقل , وفي الروح وفي المجتمع وبيان هذا في المشاركة القادمة بإذن الله



آثار الصيام في صحة الأبدان

أما آثار الصوم على الجسم فقد أثبت أهل الذكر من الأطباء أن من حكم الصوم الأساسية إعطاء أجهزة الجسم عامة والجهاز الهضمي خاصة بعضاً من الراحة تستجم فيها ويتخلص الجسم خلالها مما قد يكون قد أصاب أجهزته من بدانة أو احتقان , والجسم كأية آلة ميكانيكية يحتاج لفترة من الراحة تهدأ فيها أجهزته وأنسجته وخلاياه وتأخذ الفرصة للتخلص بما تراكم فيها من نفايات , وما رسب فيه من أملاح , وما حل بخلاياها من إنهاك , ولا شك أن الناس قد تعودوا الإنكباب على الملذات , والتهام ما اشتهوا من شراب وطعام ,غير عابئيت بعواقب الإفراط , وكثيراً ما أدى ذالك إلى البدانة المرهقة وسبب الحصوات البولية واحتقان الكبد وآلام المفاصل والبول السكر, كما يؤثر في الأجهزة العصبية والعضلية , فيشعر المرء بالصداع والتعب والفتور والخمول وميل إلى النوم , ولا ريب أن شهر رمضان إذا أتبع فيه الصائمون التعاليم الصحية وامتنعوا عن المغالاة في تناول العديد الدسم من ألوان الطعام في إفطارهم وسحورهم , فمن المؤكد أن ينتهي بهم ذالك إلى التخلص من جميع ما يكون قد أصاب أجســـامهم , فيعودون أكثر نشاطاً وأوفر صحة, إذ بالصوم تنشط أجهزة الجسم وخلاياها وينتظم إفراز الغدد فيزداد الذهن حدة والنظر قوة وتصبح مقاومة الجسم لأي مرض طارئ أقوى وأتم
وقد تنبه الأطباء على فائدة الصيام في كثير من الأمراض فهم ينصحون به الآن لمرضى البول السكري , وارتفاع ضغط الدم , وأمراض الكلى , وأمراض الكبد وجميع الأمراض التي تحدثها حموضة الدم, بل أن بعضهم ليحتم الصوم حتى للأصحاء يوماً أو بعضه كل شهر
ومن آثار الصيام وحكمه أن رمضان لا يقع في فصل واحد من فصول السنة ولكنه يختلف فيها جميعاً على مدار السنين . وبذالك يتعود الإنسان على تحمل الصيام في مختلف فصول السنة ويصبح قادراً على الاحتمال ومكافحة الجوع ومغالبة شهوات النفس في أي طقس أو جو , فيصلب عوده وتقوى نفسه

وصدق نبي الإسلام في قوله الصادق :(صوموا تصحوا )ولله در القائل <<  البطنة  رأس كل داء والحمية رأس كل دواء >&g




لقد رأينا رأي الطب في فوائد الصيام على الجسم, ومعلوم أن سلامة العقول من سلامة الأبدان , والحكمة تقول : << العقل السليم في الجسم السليم >> ولن تظفر من إنسان عليل , بفهم صائب ولا رأى سديد , فالصوم يفيض على العقل إشراقاً وصفاء , يستطيع به تمييز الخبيث من الطيب , والضار من النافع فتحلق الروح في آفاقها العلوية تتلمس النور من سمائها المشرقة , وتتلقى فيوضات ربها , غير ممنوعة بمادة ولا محجوزة بصارف, تتفهم عن الله ما أراد , سباقه إلى مرضاته .
وللصوم في تربية النفس على ملكة الصبر الأثر الذي لا يجحد فان عبداً يمكث الســــــــــاعات الطويلة _ وقد يكون الصوم صيفاً_ صابراً عن تناول شهواته مع شدة شغفه وميله أليه , ومع وفرة الفتن وكثرة المغريات , لا شك أنه بالمصابرة مع نفسه على هذا الحال شهراً كاملاً , يصبح الصبر لديه طبعاً راسخاً وخلقاً أصيلاً --- وملكة الصبر أم الملكات الأخلاقية فلا يقوى على التنقل والكفاح في الحياة إلا صابراً ولا يغالب الأيام إلا صابراً ولا يصل إلى الحقائق العلمية إلا صابراً ولا يستطيع كشف أسرار الوجود بالبحث والتفكير إلا صابراً ولا يجود بنفسه وماله إلا صابراً ولا يعبد الله حق عبادته إلا صابراً , قال كرم الله وجه (( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) وفي الحديث (( الصوم نصف الصبر , والصبر نصف الإيمان )) أخرجه الترمذي والبيهقي وأبو نعيم والخطيب بسند حسن .
وللصوم أثره في أجاد الطمأنينة في النفس , والاستقرار , وعدم ذهاب العقل شعاً مع أي مفاجأة ( وما أكثر المفاجـــات والدهر قلب ) فلا تنزع النفس بترك ما ألفته , ومخالفة ما أعتادته , فهي تقبل طعام الصباح في المساء وطعام المساء في الصباح , وتصبر على الظمأ في الحر , والجوع في القر , لتأليف الصدمات إذا ما انتابتها , وقوى على الحوادث إذا نزلت على غير توقع (( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم))



الصوم يربى النفس على مراقبة الله في كل حال , ويعود صاحبه على الإخلاص في أداء الأعمال , لا يبتغي من ورائها إلا ربه ودينه ووطنه والصالح العام , فإن الصوم سر بين العبد ومولاه يستطيع المرء أن ينافق فيه , وأن يظهر منه للناس خلاف ما يبطن , فإذا ما أداه العبد مخلصاً مستوياً سره مع علنه , وكبح جماح نفسه بعزيمة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير , ولا يمسكها عليه رقيب غير وازعه الديني وضميره الإنساني , إذا ما فعل ذالك فقد صان الأمانة , وصار من الله في مكانه الرضي , وإذا أدرك الإنسان هذه القوة من الإرادة العملية فقد أدرك أجل منزلة اجتماعية دينية سامية , فتراه يسير في الحياة قوياً غير متناغض يؤدي حق وطنه كوطني متحمس , وهو كمسلم يقوم بأداء حق الله على ما أراد ربه
وأي فضيلة أفضل من أن تكون شهوات الإنسان تابعة لسليم أفكاره مستسلمة للضمير الحي , موافقة للقانون الديني ,الذي ملك نفسه واستولى على مشاعره , فصار يحيا به وله وفيه , ورحم الله المؤمن , الذي أغراه إنسان على معصية الله قائلاً له : (( انه لن يرانا إلا الكواكب )) فقال المؤمن المراقب لله : أنت نظرت إلى الكواكب ولكن أين مكوكبها ؟ ذالك بأن الصوم وديعة الله يجب أن تؤدى على أكمل وجه وفي الحديث
 
ان الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته )) أخرجه الخرائطي بسند حسن
إن المجاهد من جاهد نفسه وهواه . وشيطانه ودنياه , فإن الانتصار على عدو الميدان أمر في متناول الكثير فما هو إلا طعنة أو طلقة يموت صاحبها بعدها فيستريح ويلقي الله شهيدأ مكرماً أو يموت بها عدوه فينال أجره , وما أكثر الذين يقدمون الموت راضين بل مسرعين , أما هذه العداوة الذاتية فهي من باطن الشخص وداخله تشاكسه وتفتنه وتناوئه وتحاربه , وكم لاقى ابن آدم من تلك الجهات الأربع ما لاقى من عنت
ونصب
إني ابتليت بأربع ما سلطوا @@@إلا لجلب متاعبي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى @@@كيف النجاة وكلها أعدائي

فالجهاد الأكبر هو جهاد هذه الشرور , المنبعثة من هذه النواحي , والانتصار الساحق هو الانتصار في تلك الميادين الحاسمة وبهذا تعلموا مزية الصوم الذي هو انتصار تام على عوامل النفس ووساوس الشيطان وفتن الحياة الفاتنة ومن الأحرى أن يكون الصائم المنتصر أكبر نصر على سائر الشرور الأخرى , وصلى الله على من قال(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده , والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم , والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه((


آثار الصوم في صحة المجتمع
كل مجتمع مكون من أفراد, كالقصر مكون من لبنات , وعلى قدر سلامة البنات وقوتها تكون سلامة القصر وقوته , فما الكل إلا من البعض –ومتى سلمنا بآثار الصوم في الفرد جسمياً وعقلياً فقد سلمنا بآثاره العظيمة كذالك في المجتمع , وحسب المجتمع عزاً ونصراً أن يقوم بنيانه عى أفراد صحت أجسامهم وسلمت عقولهم , وأن يرتكز على جمـــــاعات صار الصبر ديدنهم وقوة النفس طبع لها, وأصبحت الإرادات الماضية شأنها في كل ما تقوم به , وما أحوج الأمم إلى الصبر والمصابرة , والإرادة التي لا تهن ولا تساوم على حق وإذا زعماء الدول ينادون الآن بضرورة الاكتفاء بسياسة التقشف والحرمان من كثير من المتع , لما أصاب البشرية من عوز , نتيجة لاختلال العقول وفشل النظم فما أجمل رمضان من معلم لهذه الأخلاق القوية وحامل لصائميه على التخلق بها عملياً وملاقاة الشدائد بصبر وقوة يقين .
إن الصوم يفرض على الناس جميعهم غنيهم وفقيرهم , عظيمهم وحقيرهم , عالمهم وجاهلهم . يمتنع مئـــــات الملايين من المسلمين في وقت واحد عن الطعام والشراب فكأنه فقر إجباري يتساوى فيه من حيزت له كنوز قارون من ملك شيئاً يسيرا, ومن لم يملك شيئأ . وهذه مساوة بين العالم الإسلامي تشعره بوحدة الهدف والفكرة والمشاعر وتقارب بين هذه الملايين المنبثة في أقطار الأرض في وقت الأخذ والترك وعند العطاء والحرمان , قال بعض الفضلاء : كأن الصوم قانون عملي لإصلاح الصفات الإنسانية في الأغنياء ... تلك الصفات التي أفسدها اللين والنعمة والترف . ثم هو قانون عملي أيضا يصلح ما أخل به الفقر من صفات الإنسانية بالفقراء ,ويحمل الجميع على ذالك فيستوي الغني والفقير ويتقارب بعضهم من بعض فيشعرون بألم واحد ويحسون بإحساس واحد , فيتعاطفون ولا يتنازعون ويتقاربون
 ولا يتباعدون , وهنا تتحقق الاشتراكية الإسلامية الفاضلة بفضل الصوم


لو أمعنا النظر في أمر الناس واختلافهم وتباين مذاهبهم تجدهم لا يتلفون في شيء واحد وهو سبب الداء والنكبة و النكباء , ذالك هو تحكم البطون في عقول الناس ومشاعرهم وإحساسهم وعواطفهم فمن البطن نكبة الإنسان , وناهيكم إذا اشتد جوع المرء ثم ضوعف هذا الجوع ببطن زوجته الجائعة ثم ازداد مضاعفة ببطون أولاده , فكأنه جائع ببطون متعددة ,وهنا تأتي الثورة التي لا تبقي ولا تذر .
قال أحد الكتاب : إن للبطون فلسفة تطيح بسائر الفلسفات وان الدنيا تموج بتلك الحيوانات التي تعيش لتأكل وان للقمة مكانتها المرموقة في تاريخ البشر ثم قال : ويعجبني (جيبسون ) إذ يقول : ((الحياة بكل آمالها وآلامها وبكل مباهجها ومآسيها تتجه إلى هدف اسمه الرغيف )) ثم قال : وقال (مترلنك) : ((أتريدون أن تغفلوا نصف المحاكم وتوفروا نصف الضرائب والاتاوات ؟ إذن فحلوا مشكلة القوت اليومي )) ومن هنا جاء الإسلام بفريضة الصوم ليهذب أحكام هذه البطون على الأرض ويدربها ويروضها , ويضع الناس تحت طبيعة واحدة وحس واحد وقانون واحد محكم متين .
وما أجل مشروعية صدقة الفطر عقب رمضان أو فيه فهي تطبيق للعلم على العمل , والبذل من النعمة بعد أن ذاقت النفس مرارة العوز والحرمان , وشعرت بما عليه حال الكثير من البؤس والحاجة , والغنى كما يقولون : (( تاج على رءوس الأغنياء لا يراه الفقراء ))(( وبضدها تتميز الأشياء ))وقد قالوا (( لا يدري طعم الفقر من هو في غني))وان في الحرمان من بعض الشهوات على ما فيه من مرارة صهر الأخلاق وترويض النفوس على فضيلة الجلد والاحتمال ,فبالصوم تكون الإنسانية كلها في مشارق الأرض ومغاربها تعمل عمل الروح والخلق , لا عمل الجسم والمادة , فيقوم الإخاء الإنساني وتنشأ الرحمة التي مصدرها الألم الواحد,فلا ينظر الغني للفقير نظرة احتقار وامتهان , ولا ينظر الفقير إلى الغني نظرة حقد وتربص وبغضاء إذ قد عطف الواجد على الفاقد , وأدى إليه , ما فرضه الله عليه من حق عن رضى  وإيمان



 .
 .