الاثنين، يناير 24، 2011

أفضل طريقةَ لجعل المعلمين رُسُل



أفضل طريقةَ لجعل المعلمين رُسُل
كنت أشاهد أخبار تونس مع أفراد الأسرة في جلسة عائلية دافئة وكنا نتناقش ونعلق على الأخبار عن تونس واندمج في نقاشنا ابن أخي في الرابعة عشر من عمره وكان يستمع إلى حوارنا وتعليقاتنا وفجأة وجه إلي سؤال أدهشني قال لي : ـ عمة الشيعة خطر علينا أكثر من اليهود أليس كذالك؟!  تعجبت وقلت له من قال لك هذا ؟ ! صعقني عندما قال لي الأستاذ  . والله الذي لا إله غيره هذا ما حدث من حوالي نصف ساعة قبل بداية كتابتي لهذا المقال
تمالكت نفس من الغضب وقلت له لا هذا ليس صحيح لا يوجد خطر علينا من الشيعة ولا حتى من اليهود إذا نحن تمسكنا بكتاب الله وسنته وأعدننا أنفسنا جيداً للقاء  العدو كما أمرنا الله سبحانه وتعال.  والشيعة مسلمين وهم أخوتنا . ولم أستطيع تكملة الأخبار كان لأبد أن أكتب هذا المقال الذي بين يديكم
من الذي خول لهذا الأستاذ أن يؤرث أفكاره ووجهة نظره لأطفال لا يدركون هكذا أمور ؟  ومن الذي سمح له أن يجعلهم يكبروا وفي أذهانهم محاربة الشيعة  لماذا ينقل جهلنا وتخلفنا وتأخرنا  إليهم يريدون التاريخ أن يكرر نفسه إلى قيام الساعة  ؟! لماذا نزرع الغل والحقد والحسد والحنق والخوف والرعب في قلوب بريئة وعقول صافية نقية ؟! لماذا نحطم آمال وأحلام وتطلعات الأجيال القادم بهكذا أفكار وسموم نبثها في عقولهم ؟!
لقد جعلني هذا الأمر أفكر في ما يسببه المعلمون من ضرر في مجتمعاتنا وحياتنا وتذكرت عندما كنا في الابتدائي كيف يعامل المعلمون الطلبة الأغنياء ويهملون البسطاء أمثالنا  ونتعجب لماذا تعامل التلميذة فلانة بهذا القدر من الاهتمام دون كل الطالبات ولأننا صغار لا نعرف الجواب ولكن عندما كبرنا عرفنا لماذا ؟ 
لقد نظم أحمد شوقي قصيدته الشهيرة عن المعلم عندما كان التعليم  يحمل معناه بحق وحقيقة حيث قال : 
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي *********يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ********* علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ*********وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
تأملوا أخوتي الشطر الثاني من البيت الثاني والرسالة المقدسة التي يجب أن يحملها المعلم قارنوا بينها وبين ما أراد أن يزرعه معلم ابن أخي في عقول ونفوس الطلاب
أقول في ذالك :
أحزر المعلم وأحسن اختياره كاد المعلمة أن يكون دمارا
أيقنت أنه أخطر وأعظم في تخريب عقول الشباب خرابا
ما أنادي به وبقوة تنظيم دورات تدريبية كما تلك التي تنظمها الشئون الصحية لمن يعملون في الحقل الصحي لزيادة خبراتنا و مهاراتنا ومتابعتنا للمستجدات في الساحة الطبية والصحية حتى نخدم المريض كما ينبغي  .بنفس الأسلوب لابد من عمل ذالك في وزارة التربية والتعليم  حيث تعليم وتدريس المعلمين عن الطرق الصحيحة والسليمة مما يؤهلهم ليكونوا على جدارة لحمل رسالة الرسل وتخرج أجيال متعافية عقلياً وذهنياً بحيث تتمكن من بناء ذاتها وإظهار قدراتها وابتكاراتها بعيداً عن توريثهم جهلنا وتخلفنا ورجعيتنا وعداوتنا الموروثة للشيعة وغيرهم  . اللهم هل بلغت فاشهد