الأحد، سبتمبر 26، 2010

تكملة الإحتفال باليوم الوطني بعنوان الأصيل ما يكذب






لقد قرأت مقال في جريدة الرياض يتحدث عن محمد حسنين هيكل
وبطبعي الحساس المرهف شعرت من بعض المعلقين يهمزون ويلمزون علي هيكل وأنه يغير التاريخ وهو رجل كاذب ومصاب بمرض الشيخوخة .
المهم شيء ما في نفسي جعلني أتطاول على تاريخ عائلتي وأروي قصة جدتي من والدي رحمها الله ووسع قبرها لأني ذكرت قصتها في الموضوع الذي كتبته عن اليوم الوطني للملكة العربية السعودية وقلت أن جدتي كانت في مكة قبل أن يدخلها الملك عبد العزيز على ظهر الحصان وأنا صادقة في ذالك والقصة معروفة لأفراد عائلتي السعوديون وللمعارف والجيران  القدماء منهم  وأفعل ذالك حتى لا أُتهم بمرض الشيخوخة والكذب وتغير التاريخ كما اُتهم المؤرخ حسنين هيكل .
إليكم قصة جدتي وسوف أمسك عن بعض أجزاء من القصة لا تعني التاريخ بشيء
دخلت جدتي المملكة العربية وهي طفلة صغيرة حوالي ثلاث أو أقل من الأعوام
وعندما دخل الملك عبد العزيز مكة كان عمرها حوالي عشر سنوات أو أكثر كانت صبية صغيرة وتتذكر الأحداث جيداً
نشأت وترعرعت في حواري مكة وعندما بلغت سن الزواج تزوجت من رجل من مواليد المملكة أباً عن جد وأنجبت منه بنت وولد، أبنائهما وبناتهما موجودون وهم سعوديون منهم من يعمل في وزارة العدل ومنهم من يعمل في الجيش والدفاع المدني ومنهم المعلمين والمعلمات والله على قولي شهيد ورقيب  . وكان لزوجها زوجتين سعوديتين ولديه منهما العديد من الأبناء والبنات وهم على قيد الحياة وفي أفضل وأجود الأوضاع التعليمية والاقتصادية ولله الحمد يملكون البيوت والإستراحات والمحلات التجارية وكلهم يشكلون أفراد عائلة الوالد هنا في المملكة ورغم أن والدي شقيقهم من الوالدة فقط ولكنهم يكنون له الكثير من التقدير والاحترام والمحبة لمكانته عند والدهم الذي كان يريد أن يضمه إليه ويمنحه الجنسية السعودية ولكنه توفى إلى رحمة الله قبل أن يكمل الأوراق التي تثبت هويته ليتمكن من  ضمه إليه أو ربما وجد اعتراض من بعض أقاربه . وذالك من فضل الله حتى يتمكن من السفر إلى السودان ومن ثم زواجه من والدتي رحمها الله ووسع قبرها
السؤال المطروح على أذهانكم من أين أتى والدي وما هي قصته
في حقيقة الأمر انفصلت جدتي رحمها الله من زوجها والد أعمامي
وجلست فترة بدون زواج لا أدري كيف التقت بجدي السوداني والد والدي عندما قدم مكة لأداء فريضة الحج تزوجها وأنجبت منه في مكة والدي أطال الله في عمره وأمده بصحة والعافية .
جلس جدي السوداني فترة مع زوجتها وسط أهلها وفي ديارها ولأنه مزارع ولديه أرض ولديه زوجة أخري في السودان قرر أن يأخذ جدتي ويعود إلى السودان هنا بدأت الدرامة 
رفضت جدتي الذهاب إلى السودان مع جدي ورغم تعلق جدي الشديد وحبه العميق لجدتي ولأبنه لكنه قرر أن يتركها ويعود أدراجه إلى السودان وقلبه ممزق من ألم الفراق والعشق والغرام لزوجته التي سلبت لبه وكان دائماً يذكرها بالخير المهم عاد جدي إلى السودان ونشأ الوالد في حضن أمه.  هنا قرر جدي زوج جدتي الأول أن يرجعها إليه وهذا ما حدث  نشأ والدي في حضن زوج والدته ومع أخوته حتى  بلغ عشر سنوات  وفيما يبدو لي كانت جدتي تحدثه عن والده لقد زرعت في قلبه وعقله حب والده السوداني وفعلاً جدي الله يرحمه كان رجل وسيم وطويل  وعريض المنكبين ورجل ميسور الحال يمتلك مزارع للفول السوداني والسمسم والعيش. حقيقة  كان جنتل مان وعن نفسي أحبه جداً وهو يشبه والدي كثيراً وشكلُه جدتي كانت متيمة بيه كثيراً
أعود إلى القصة كما وضحت ساعدت جدتي بما كانت ترويه له عن جدتي أن يتعلق أبي بوالده ، وعندما بلغ العاشرة بدأ يصر ويلح عليها أن تأخذه إلى والده وأعتقد هي أيضاً كانت تريد اللحاق بيه
واتخذت جدتي رحمه الله قرارها التي آمنت واقتنعت بيه رغم  معارضة عائلتها وغضب أبنائها إلا أنها قررت ترك والدهم وتركهم لديه ولدي زوجتيه وسافرت السودان . وبدأت قصة البحث عن جدي والد والدي . وكانت لا تمتلك له عنوان ولا تعرف له قرار إلا اسم المدينة التي يسكن فيها ، وبعد مشوار طويل عن البحث والمعانة عثرت على ضالتها  وقدمت إلى مكان جدي حاملة معها أبنه  فرح جدي لحضورهما وآواهما إليه وسكنهما في منزل خاص وصرف عليهما ولكنه لم يتزوجها لأنه متزوج من أربع نساء  المهم خصص لها مكان وأخذ والدي إلى المزرعة وعلمه الزراعة ولقد عان والدي من قسوة زوجات وأبناء الأب لأنه كان دخيل عليهم  لم يعرفوا عنه شيء إلا رأوه هكذا فجأة أمامهم
كبر والدي وبلغ مرحلة الزواج وتزوج عن قصة حب رهيبة عجيبة تستحق أن أحكي عنها في موقف آخر تزوج من أمي رحمها الله وطيب ثراها .
أعود لجدتي غضب أبنائها السعوديون منها جداً جداً جداً لأنها تركتهم وهم في حاجة إليها وذهبت خلف جدي استجابة لرغبة والدي
تمكنوا من التواصل معها ومراسلتها وتفقد أحوالها وعلى فكرة تألم  زوجها الأول جداً عندما هجرته وحملت والدي وذهبت السودان كما علمت كان تعلق بوالدي جداً وكان يعامله مثل أبنائه تماماً ولكن إرادة الله أن تأتي ذات الشجون الدفينة لتروي هذه القصة العجيبة الغريبة .
أنجب والدي العديد من البنات والأولاد وقبل أن يكمل والدي مشوار إنجابه للأطفال
شعرت جدتي بالوحدة والحنين إلى مكة مكان نشأتها ومرتع صباها ومكان أبنائها بالإضافة إلى إلحاح بنتها ((عمتي رحمها الله)) أصرت عليه بالعودة إلى المملكة .
وبعد أن صرنا نحن ست من البنات والبنين نشأنا بين والدنا الذي أرسل إليه أشقائه السعوديون أن يأتي للعمل في المملكة العربية السعودية وكان يذهب كل عام ويعود تركنا مع ووالدتنا وجدتنا وإذا بنا  نواجه الأمر الواقع وهو قرار جدتنا تركنا والسفر إلى السعودية .
لقد كنت صغيرة كلبوظة أمورة على فكرة من صورة قديمة لي عمري حوالي سبع سنوات كنت على صلة قوية بجدتي وكنت دائماً اجلس في غرفتها وكانت تروي لي عن تاريخ وجودها في مكة وقصة دخول الملك عبد العزيز على ظهر الحصان ورحلتها على الأقدام بين مكة والمدينة  والكثير من القصص والروايات التي ليس هنا مجال ذكرها .
المهم سافر الوالد أولاً وبعد فترة سافرت جدتي في رحلة العودة وهي خجلة نوعا ما من أبنائها وسعيدة وفخورة بما فعلته وقدمته لوالدي  . وعندما عادت سامحها أبنائها ولكن  لم تعود لوالدهم
الذي أحاول أن يساعد الوالد ويضمه إليه ليعطيه الجنسية ولكن سبقته المنيةوهذا لحكة ربانية  وفي القصة بقية  لمن أراد أن يهتم بالنهاية الدرامية 
ودمتم سالمين