الثلاثاء، فبراير 15، 2011

الهوة العميقة ما بين مشاعر الشعوب والقادة ونخبة من الكتاب والدكاترة


 الهوة العميقة ما بين مشاعر الشعوب والقادة ونخبة من الكتاب والدكاترة

حتى أبين حقيقة مقالي أدعوكم لقراءة مقال في جريدة الرياض عدد الثلاثاء 12 ربيع الأول من عام 1432هـالموافق 15فبراير 2011مـ   الذي عنوانه ((إنهم يحتفلون ولكن بماذا؟ ثورة مصر... حذار من الشعارات))
لقد هزني المقال وكدر خاطري  وهو لكاتب أكن له الاحترام والتقدير قد يرى البعض أن الكاتب لأمس الحقيقة
وطبعاً هذا غير صحيح لأن أمثاله مازالوا يؤمنون بغباء الشعوب وعدم مقدرتهم على قراءة الأحداث بشكل جيد وهو بذالك خالف الكثير من الكتاب والمحللين الذين اتفقوا جميعهم  على زيادة وعي الشعوب والشباب بصفة خاصة  بل ربما يكون دراستهم للحقيقة المشكل أعمق من مقامه السامي  وذالك بسبب الطريقة التي يحلل بها الأحداث تختلف عن طريقة الشعوب التي تحس وتعاني من هذه الأحداث
لا أريد أن أطيل في الموضوع ولكن كوني جزء من الشعوب ، أرد عليه وعلى أمثاله  
هذه هي مشكلة الشعوب الكبرى ، التي تتمثل في المسافة العميقة جداً ما بين ما نحِس به ونريده وبين ما يراه السادة القادة أصحاب القرار ومن يمثلونهم من الكتاب والصحفيين والدكاترة أصحاب التخصص والمحللين  الذين لا يستطيعوا  أن ينزلوا لمستوى رغبات وتطلعات الشعوب  
سيدي الكريم لقد فرح الشعب المصري وفرحت كل شعوب المنطقة بل العالم معه ، رغم أن ألظروف والأحوال لم تتغير بل ذادت سؤ ولكن ما تغير هو الإحساس أجل الإحساس والشعور بحب أرض الوطن التي تنتمي إليه هذا الحب الذي يصنع المعجزات ويتحمل أعظم  الصحاب ويرفع شأن الأوطان ، أن تستشعر وتتذوق طعم الحرية ،بعيداً عن زل الرق والعبودية ، أن تدرك أنك سيد نفسك بإرادتك واختيارك تختار من يمثلك ، تختار من تثق فيه في تحديد مصير الوطن ، والأهم من ذالك القناعة والقبول بكل القرارات التي تصدر من هذا الذي يمثلك ، في البرلمان أو راس الدولة لأن الأغلبية أو الكل متفقون أن هذا يصب في صالح الوطن والمواطن والأمة .أتدري متي تبنى الأوطان ومن يبنيها ؟!
الشعوب هم من يبنون وينهضون ببلدانهم عندما يشعرون بحبها ، عندما تمنحهم الحرية ، ويحكمهم العدل ، ويختفي الظلم وتكون حقوقها هي سيدة الموقف والحاكم الفعلي للوطن هنا تتجلي معاني المحبة والعطاء لهذا الوطن . وهذا ما غاب عن الكاتب المحترم
كذالك نوه سيادته وتطرق لموضوع كام ديفيد وكأنما يخيب آمال كل من يظن أن هذه المعاهدة هي حياة وسعادة الشعب المصري . أقول له أيها الفاضل هذا أمر يقرره الشعب المصري من خلال برلمانه ليس هناك أحد يقرر بقاء الاتفاقية أو زوالها غير الشعب من صنع الثورة  ولو فرضنا أختار الشعب إنهائها ماذا سوف يحدث بالتأكيد لا شيء والأمر بالضبط مثل عندما يُخير إنسان بين بتر يده الملتهبة (بالإهانة والزل )) وبين أن يبقى عليها مما يجعل الالتهاب ينتشر في سائر الجسم فيُصاب بمرض القرقرينة ومن ثم الموت ((وعدم القدرة على لعب أي دور أساسي في المنطقة نتيجة لتكبل بهذه الاتفاقية )) أما لو أختار بتر يده سرعان ما يتأقلم مع وضعه الجديد ويمارس حياته الطبيعية وربما يصبح من البارزين والمتفوقين مثل ((حافظ الميرازي )) بمعنى أن تعود مصر لدورها الطبيعي دون قيود أو غيره
أقول هذا المقال من باب الرد على مخاوف الكاتب وليس تدخل في شئون مصر التي شعبها  أدرى بشعابها.