الأربعاء، يناير 29، 2014

تفسير جديد مختلف تماما للآيتين : - خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }


تفسير جديد مختلف تماما للآيتين : -

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

قبلها دوعني أدلف بكم في التفاسير السابقة أخذت أشهره
ا وهو
التالي ما جاء في كتب السلف

(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) أي خلق الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام من طين يابس له صلصلة إذا نقر، وهو كالخزف المطبوخ في صلابته.
إيضاح هذا أن الطين المطبوخ مركب من الطين والحرارة التي أنضجته وسوّته لتحفظ كيانه وهكذا الإنسان له شهوة الطعام والشراب والتزاوج، لتبقى بنيته وتدوم حياته بالمادة الأرضية التي اجتذبها النبات من الأرض، وله قوة غضبية تورثه الشجاعة والقوة، ليحافظ على بقائه وحياته، ويمنع عن نفسه عاديات الكواسر، ومهاجمات الجيوش والأعداء المحيطة به من كل جانب، وهذه القوة في الإنسان تقابل طبخ الطعام ليصير فخارا، فتتماسك أجزاؤه، ولولاها لما استطاع المحافظة على هيكله المنصوب، وجسمه المحبوب، من الكواسر وأهل القسوة من بنى الإنسان، ولأصبح قتيلا في الفلوات تأكله الطير، أو تهوى بأجزائه الريح في مكان سحيق، كما أن الطين إذا لم يطبخ يتفتت وتذروه الرياح أو يذوب في أجزاء الأرض.

وقد جاء في الكتاب الكريم عبارات مختلفة في خلق الإنسان باعتبار مراتب الخلق، فمرة قال إنه خلقه من تراب وأخرى قال إنه من طين لازب: أي لاصق باليد لما اختلط به من الماء، وهنا قال من صلصال.
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) أي وخلق الجن من النار الصافية المختلط بعضها ببعض، فمن لهب أصفر إلى أحمر إلى مشوب بالخضرة، فكما أن الإنسان من عناصر مختلفات، فالجانّ من أنواع من اللهب مختلطات.
ولقد أظهر الكشف الحديث أن الضوء مركب من ألوان سبعة، ولفظ (المارج) يشير إلى ذلك، وإلى أن اللهب مضطرب دائما

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا يعلم الآية { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }


معنى الآية { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
اتَّفَقَ المسلمون عَلَى "وَحدَةِ كلامِ اللهِ تعالى" قال العلامةُ أبو علي السَّكونيُّ الإشبيليُّ في كتابه "التمييز" ما نصُّه: "وكلام الله سبحانه واحد بإجماع الأمة". اهـ وقال الإمام البيهقيُّ في كتابه الاعتقاد ما نصه: "وكلامُ الله واحدٌ لَم يزلْ ولا يزالُ".اهـ
وكذلكَ اتفق المسلمون على أَنَّ اللهَ تعالَى صفاتُهُ لا تُشبِهُ صِفَاتِ خَلقِهِ، فاللهُ متكلمٌ بكلامٍ ليسَ حَرفًا وصَوتًا؛ لأَنَّ الكلامَ الذي يكونُ بالحرفِ والصوتِ مخلوقٌ، واللهُ لا يَتَّصِفُ بِحادثٍ. قالَ الإمام أَبُو حنيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ فِي كتابِهِ "الفقهِ الأكبرِ" : "نَحنُ نَتكلَّمُ بالآلاتِ والحروفِ واللهُ يَتَكلَّمُ بلا ءالةٍ ولا حَرفٍ". اهـ
وذهب العلماء في تفسير قولِ الله تعالى في سورة يس{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}يس:82 مذهبين:
قال الإمام أبو منصور الماتريدي: إنه عبارةٌ عن سرعةِ الإيجادِ وتكوينِهِ عند تعلقِ إرادتِهِ بلا تراخ ولا تعذّر.
وقال الإمام البيهقي الأشعري: عبارة عن حكم الله الأزلي بوجود الشىء فيحدث المراد له تعالى في وقته الذي شاء وعلم حدوثه فيه.اهـ أي أنَّهُ يَخلقُ الأَشياءَ التِي أَرَادَ وجودَهَا بالكلامِ الأزلِيِّ الذي ليسَ حرفًا وصوتًا. ليسَ المعنَى أنَّهُ يَنطِقُ بالكافِ والنُّونِ، النطقُ بالكافِ والنونِ مِن صفاتِنَا. ثُمَّ القولُ بأَنَّ اللهَ يَخلُقُ الأَشياءَ بالكَافِ والنُّونِ مَعنَاهُ أَنَّهُ يَخلُقُ الأشياءَ بعدَ النُّطقِ بالكافِ والنونِ، وهذا مستحيلٌ.

• كل هذه المقدمة لكي أفسر الآيتين من سورة الرحمان
• خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

• أولا أثبت التفسير السابق للآيتين

ثانيا ليس هناك ما يمنع أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان الأولى والجان بقوله كن فيكون
كما جاء في التفسير لمعنى الآية إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}يس:82 مذهبين:
• خلق الإنسان من صلصال كالفخار كناية عن الضعف والقابلية للكسر والعضب
والجان من مارج من نار كناية عن القوة وصعوبة القهر إلا بالطريقة التي أمرنا الله على لسان نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام علمنا كيف نقهره

والدليل جعل سلالة الإنسان من ماء مهين وليس من طين
والله تعالى أعلم