عبر التاريخ عُرف عن الجيوش العربية بالذات الدفاع عن الشعوب والدفاع عنهم وعن مصالح البلاد خاصة في حالات الثورات كما فعل الجيش التونسي وتلاه المصري والمهمة الأكيدة لأي جيش الدفاع عن أرض الوطن كما فعل الجيش السعودي عندما دحر الحوثيين وألقنهم درس لم ينسوه .ولقد كنت من المرابطين في الحدود مع الجيش السعودي كما رابطت مع شباب مصر في ميدان التحرير . وذالك بقلمي المجهول وصوتي المبحوح الضعيف الذي كنت أجتهد وأضحي بصحتي وراحتي لكي أجعله عالياً حتى يسمعه الجميع
لقد أثلج صدري منظر درع الجزيرة المهاب الذي تحرك بثقة وثابت نحو البحرين غبطتي ليس لتحرك الجيش للبحرين إنما منظره المهيب كجيش عربي بدأ ينفض عنه غبار الركود
وكنت سوف أهلل وأرافقه جسدياًإذا تمكنت من ذالك وبقلمي عند العجز إذا كان متوجه إلى ليبيا وليس البحرين
قد تتفهم (ذات الشجون الدفينة ) الهدف من توجه درع الجزيرة والقوات الخليجية الأخرى إلى البحرين ، من حيث الدفاع عن الأمن القومي الخليجي وبناء جدار قوي لصد المد الشيعي وسنامي ثورات الشعوب إن تنال من أمن واستقرار دول الخليج قد أتفهم ذالك على مضض ولكن من روحي الإيمانية وقناعتي باللطائف الربانية لمن يسلكون سبل الصراط المستقيم يجعلني أؤكد لقد أخطأ قادة الخليج العسكريين بهذا القرار المناسب الذي توجه إلى المكان الغير مناسب . لتقريب الفهم طبعاً شرحت لكم الغاية والهدف من التحرك العسكري للبحرين كان من الممكن جداً بزكاة وحنكة أن تحمي حكومات الخليج نفسها بل كل بقية الحكومات العربية التي ما زالت تمسك بزمام السلطة في بلادها تحمي وتدعم وتثبت مواقفها إذا كان اجتماع الجامعة العربية الأخير الذي قرر الحظر الجوى على ليبيا قرر توجه قوة عسكرية من جميع الدول الأعضاء في الجامعة التوجه إلى ليبيا للدفاع عن الشعب الليبي الأعزل الضعيف المقلوب على أمره ولأن هذه هي رغبة كل شعوب المنطقة الثائرة إذا حدث ذالك لتمكن القادة من كسر الحاجز والهوة العميقة التي تفصل بينهم وبين الشعوب الواعية الذكية وربما بعفوية تتحول الثورات إلى دعم وتشجيع وتثبيت هذه الحكومات التي حققت رغباتهم في حماية الشعب الليبي . أخوتي تدرون لماذا أقول ذالك ؟! لأن الشعوب يسعدها التحرك الجماعي المشترك وبالأخص في الشأن العسكري وهذه فرصة لو كنت أنا في وضع قيادي لما فرضت فيها من أجل بسط الأمن والاستقرار في عالمنا ومن أجل كسب وتأييد تعاطف الشعوب الثائرة وهذا لأني أتفهم موقف حكومات الخليج
أما الواقع الله في سابع سمائه لم ولن يبارك هذا التحرك الصائب ذو الاتجاه الخاطئ لان في ليبيا شعب أعزل بريء يقتل والصراع بين قوتين غير متكافئتين هنا شرع الله نصرة الأخ الضعيف المظلوم أما الصراع بين حكومة البحرين والشعب الثائر بغض النظر عن شيعي أو سني فهو صراع بين حكومة قوية تمتلك السلطة والقرار وشعب أعزل يريد التغير للأفضل
وكذالك الشعوب العربية الثائرة الآن لن تتفهم هذا الحراك العسكري الخليجي للبحرين لأن شعب البحريين الثائر هو جزء منه كما الشعب الليبي منها أيضا
والأدهى وأمر التاريخ لن يسجل هذا الحراك في سجله الناصع البياض للجيوش التي تحركت في الاتجاه الغير صحيح
وكوني حالمة بالوحدة العربية ووحدة الأمة هنا أطرح سؤال وبقوة بما أن هناك إمكانية للدفاع المشترك بين دول الخليج هذا الكيان الموجود داخل الجامعة والذي يحيط نفسه بسياج يجعله وكأنه شعب الله المختار وبقية الشعوب والدول العربية لا أريد أن أقول كما قال القذافي (جرذان ) ولكن أقول وكأنهم لا يستحقون الوحدة والتعاون المشترك بينهم ومن من سموا نفسهم دول الخليج سؤالي ما الذي يمنع أن تفعل وبقوة ثوابت الدفاع المشترك بين البلاد العربية لمحاربة الباطل عندما تكون الحكومات أو الفئات المتمردة عندما تكون الشعوب لان الحق حق وهو يعلو ولا يعلى عليه وهذا الحق تدركه الشعوب التي تفهم بعضها بعضا
في ختام مقالي هذا الذي أطلته لأن شجوني ملتهبة على دول الخليج فك هذه الكيان ودمجه بمواثيقه إلى جامعة الأمة العربية الموحدة لأن هذا الكيان هو سبب ضعف القرار العربي وتذبذبه وهو السبب الرئيس الذي جعل الغرب لا يحترمون قرارات الجامعة العربية لأن ما يهمهم دول الخليج التي تمتلك البترول الذي يحتاجون إليه والقاعدة السائدة بين الغرب ودول الخليج ما دام نحن في السليم ((خلي الباقين يطقون رؤسهم بالحيط )) هذا لسان حال الخليجيون وأما الغرب المتمثل في أمريكا وحلفائها وبنتها الملعونة والإتحاد الأوربي هؤلاء لسان حالهم يقول ((Cooperation between us and the Gulf region are excellent so we do not care with the others, including Palestine))
أتمنا أن يستوعب القادة في عالمنا العربي بصفة عامة وفي الخليج بصفة خاصة ما ذكرته في هذا المقال وسوف أقدم نفسي فداء لكشف هذه الحقيقة للشعوب الثائرة التي تريد الحرية والوحدة والتعاون المشترك وتريد أن تُعامل باحترام من قبل الغرب بصفة عامة ومن قبل الحكام بصفة خاصة
اللهم هل بلغت فأشهد
