السبت، يونيو 04، 2011

الصدق لو ما نجَاك عمر الكذب ما ينجِيك




الصدق لو ما نجَاك عمر الكذب ما ينجِيك
صفة بسيطة ، سهلة ولكنها تحتاج شجاعة وممارسة  .  قبل أن أسمح لقلمي أن يطلق آليات  مصنعه  في إنتاج تعبيره عن الصدق ، دعوني أحدد علامة تجارية  عالية الجودة ، تدعم سهولة التسويق .
قَالَ اللَّهُ(( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم))ُ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((دعا ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ))
ولا أريد أن أطيل في الأدلة وهي الماركة التجارية العالمية العالية الجودة لمنتج قلمي عن الصدق
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا نكذب ؟1
بغض النظر عن الأسباب التي تدور في فكر الكثير ين منا ويعرفها الجميع  ، بصفة عامة نكذب لنجعل الأخريين يأخذون عنا انطباع جيد ، المشكلة الكبرى والخطيرة التي لا ننتبه لها عندما نكذب  ، أن هذا الانطباع الذي نعتقده جيد ويرفع شأننا  ، هو ناتج من داخلنا ، من ذاتنا  ، حسب وجهة نظرنا وليس ما يعتقده الأخريين عنا  ، إذن هو إحساس بالنقص ينتابنا ولا نشعر بالكمال  إلا عندما نكذب .
عليه عندما نريد أن نتخلص من الكذب ، لأبد من محاربة النقص الذي نحسه في ذواتنا . ويمكننا فعل ذالك بعدة طرق . ولا أريد الخوض في الوسائل الدينية والعقائدية ، وما أمرنا به خالقنا  .  لماذا ؟!
لأن معظمنا عندما يكذب  أو نكذب ، ندرك حقائق الدين ، وأن الكذب حرام ، ومازال الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذابا  ، والكثير من سورة القرآن تحتوي على توضيح أهمية الصدق وأضرار الكذب ، كلنا نعرفها ومع ذالك نظل نكذب   ونكذب ونستهين في الكذب   . أذن تكراري لذالك سوف يكون بدون جدوى

هنا بدأت ألآت  مصانع قلمي  تنتج  حل  جديد مبتكر لمحاربة الكذب وممارسة  الصدق  واتصافنا به ، الفكرة مستوحى من مقولة من تراث السودان  لشيخ  فرح ولد تكتوك (الصدق إذا لم ينجيك عمر الكذب ما ينجيك ).

خبرتي في الحياة ، علمتني ، عندما يصدق الإنسان في حديثه ، حتى إذا كان صدقه هذا يظهره في أبشع صورة ، ممكن يتخيلها الأخريين عنه ،  تكون النتيجة أن ينال احترامهم  ، بل يتودد الكل إليه ويتمنا القرب منه ، والتعرف إليه أكثر ، ومعاشرته بصورة أعمق ،  بل يأتمنه البعض منهم على ممتلكاتهم ، وحياتهم   وأسرارهم ويطالبنه رأيه ونصائحه  .   وما جعله يستحق هذا التميز والمحبة إلا صدقه في الحديث معهم  وتأكدهم من ذالك .
ويكذب البعض منا لينال هذه الدرجة العالية من التميز ، ومع كل أسف لا يصل إليها بل يعود عليه كذبه بعكس ما كان يرجوه منه ، يكذب الرجل لخطيبته ، وتكذب هي لخطيبها ، والنتيجة فشل الحياة الزوجية بعد اكتشاف الحقائق ، ولكن عندما يكونا صرحيين مع بعضهما ويخبر كل منهما الآخر عن حياته وواقعه بصدق ،   يحترم كل منهما الآخر وتزاد الثقة المتبادلة بينهما ،ويأسسا بذالك دعائم راسخة ثابتة لحياة زوجية ناجحة ومتينة .
وخذوا هذا قياس لجميع الروابط في حياتنا العامة والخاصة .
يكذب المنتخب ، ويقول أنه سوف يعمل ، ويعمل ، وهو لا يمتلك ركائز ودعائم لما يريد أن يعمله أو يقدمه لناخبيه ، والنتيجة يفقد احترامهم ، وتأييدهم ، العكس تماماً  منه الناخب أو القائد الذي يبين قدراته وحدود إمكانياته ويجعل ناخبيه ومؤيده يعيشون  الواقع ، هنا لن يتخلوا عنه عند فشله بل يساندوه ويقدمون له الدعم أو يبحثون عن بديل مع حفظهم الاحترام له .
والقائمة تطول من موظف عُين  تعِين جديد أو رُقي إلى درجة مدير ، وهكذا دواليك
علي  ، يجب  علينا أن نبني نجاحنا بالصدق .. فلا نحاول نثبت للأخريين ما ليس بمقدرتنا فعله  وتكون النتيجة في المستقبل خُف حنين  أو كفاتح يديه لحضن النجاح  الذي يحقق أحلامه وطموحها وينال به  الاحترام فيجده سراب
إذن تفوقنا  ونجاحنا في الحياة هو أن نتعلم الصدق وكيفية ممارسته وجعله ديدنٌنا مهما كلفنا من أثمان صدقوني النتيجة هي النجاح قد لا يكون مادي ويكفينا شرفاً عندما نصدق مع أنفسنا ومع الناس أن ننال النجاح المعنوي في كسب ذواتنا واحترامنا لأنفسنا ، وهنا نتخلص من مركب النقص ويصبح الصدق لنا عادة وعبادة
ودمتم صادقين وناجحين