الجمعة، أغسطس 13، 2010

من كتاب مدرسة الصوم (3)



آثار الصيام في صحة الأبدان

أما آثار الصوم على الجسم فقد أثبت أهل الذكر من الأطباء أن من حكم الصوم الأساسية إعطاء أجهزة الجسم عامة والجهاز الهضمي خاصة بعضاً من الراحة تستجم فيها ويتخلص الجسم خلالها مما قد يكون قد أصاب أجهزته من بدانة أو احتقان , والجسم كأية آلة ميكانيكية يحتاج لفترة من الراحة تهدأ فيها أجهزته وأنسجته وخلاياه وتأخذ الفرصة للتخلص بما تراكم فيها من نفايات , وما رسب فيه من أملاح , وما حل بخلاياها من إنهاك , ولا شك أن الناس قد تعودوا الإنكباب على الملذات , والتهام ما اشتهوا من شراب وطعام ,غير عابئيت بعواقب الإفراط , وكثيراً ما أدى ذالك إلى البدانة المرهقة وسبب الحصوات البولية واحتقان الكبد وآلام المفاصل والبول السكر, كما يؤثر في الأجهزة العصبية والعضلية , فيشعر المرء بالصداع والتعب والفتور والخمول وميل إلى النوم , ولا ريب أن شهر رمضان إذا أتبع فيه الصائمون التعاليم الصحية وامتنعوا عن المغالاة في تناول العديد الدسم من ألوان الطعام في إفطارهم وسحورهم , فمن المؤكد أن ينتهي بهم ذالك إلى التخلص من جميع ما يكون قد أصاب أجســـامهم , فيعودون أكثر نشاطاً وأوفر صحة, إذ بالصوم تنشط أجهزة الجسم وخلاياها وينتظم إفراز الغدد فيزداد الذهن حدة والنظر قوة وتصبح مقاومة الجسم لأي مرض طارئ أقوى وأتم
وقد تنبه الأطباء على فائدة الصيام في كثير من الأمراض فهم ينصحون به الآن لمرضى البول السكري , وارتفاع ضغط الدم , وأمراض الكلى , وأمراض الكبد وجميع الأمراض التي تحدثها حموضة الدم, بل أن بعضهم ليحتم الصوم حتى للأصحاء يوماً أو بعضه كل شهر
ومن آثار الصيام وحكمه أن رمضان لا يقع في فصل واحد من فصول السنة ولكنه يختلف فيها جميعاً على مدار السنين . وبذالك يتعود الإنسان على تحمل الصيام في مختلف فصول السنة ويصبح قادراً على الإحتمال ومكافحة الجوع ومغالبة شهوات النفس في أى طقس أو جو , فيصلب عوده وتقوى نفسه
وصدق نبى الإسلام في قوله الصادق :(صوموا تصحوا )ولله در القائل << البطنة
 رأس كل داء والحمية رأس كل دواء >&g