الخميس، أغسطس 26، 2010

الطمع فيما عند الناس وحب المدح والثناء


قال بن القيم : لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت , فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولاً فأذبحه بسكين اليأس , واقبل على المدح والثناء فأزهدُ فيهما زهُد عُشاق الدنيا في الآخرة , فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص فان قلت : فما الذي يسهل علي ذبح الطمع والزهُد في الثناء والمدح قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك يقيناً أنه ليس شيئاً يطمع فيه إلا وبيد الله سبحانه وتعالى وحده خِزانتُهُ لا يملكها غيره ولا يُؤتى العبد شيئاً سِواه وأما الزُهُد في الثناء والمدح فيسهله عليك أنه ليس أحد ينفع مدُحُه ويزينُ , ويضُرُ ذمُهُ ويشِين إلا الله وحده , قال ذالك الإعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم : إن مدحي زين وذمي شين فقال صلى الله عليه وسلم : ذالك الله عزّ وجلَّ
فازهد في مدح من لا يزينك مدحُهُ وفي ذم من لا يشنك ذمُه, وأرغب في مدح من كل الزين مدحه وكل الشين ذمُهُ ولن يقدر على ذالك إلا بالصبر واليقين فمتي فقدت الصبر واليقين منت كمن أراد سفراً في البحر بغير مركب ((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يُوقنون))