الاثنين، أغسطس 16، 2010

آثار الصوم في صحة المجتمع


آثار الصوم في صحة المجتمع
كل مجتمع مكون من أفراد, كالقصر مكون من لبنات , وعلى قدر سلامة البنات وقوتها تكون سلامة القصر وقوته , فما الكل إلا من البعض –ومتى سلمنا بآثارالصوم في الفرد جسمياً وعقلياً فقد سلمنا بآثاره العظيمة كذالك في المجتمع , وحسب المجتمع عزاً ونصراً أن يقوم بنيانه عى أفراد صحت أجسامهم وسلمت عقولهم , وأن يرتكز على جمـــــاعات صار الصبر ديدنهم وقوة النفس طبع لها, وأصبحت الإرادات الماضية شأنها في كل ما تقوم به , وما أحوج الأمم إلى الصبر والمصابرة , والإرادة التي لا تهن ولا تساوم على حق وإذا زعماء الدول ينادون الآن بضرورة الاكتفاء بسياسة التقشف والحرمان من كثير من المتع , لما أصاب البشرية من عوز , نتيجة لاختلال العقول وفشل النظم فما أجمل رمضان من معلم لهذه الأخلاق القوية وحامل لصائميه على التخلق بها عملياً وملاقاة الشدائد بصبر وقوة يقين .
إن الصوم يفرض على الناس جميعهم غنيهم وفقيرهم , عظيمهم وحقيرهم , عالمهم وجاهلهم . يمتنع مئـــــات الملايين من المسلمين في وقت واحد عن الطعام والشراب فكأنه فقر إجباري يتساوى فيه من حيزت له كنوز قارون من ملك شيئاً يسيرا, ومن لم يملك شيئأ . وهذه مساوة بين العالم الإسلامي تشعره بوحدة الهدف والفكرة والمشاعر وتقارب بين هذه الملايين المنبثة في أقطار الأرض في وقت الأخذ والترك وعند العطاء والحرمان , قال بعض الفضلاء : كأن الصوم قانون عملي لإصلاح الصفات الإنسانية في الأغنياء ... تلك الصفات التي أفسدها اللين والنعمة والترف . ثم هو قانون عملي أيضا يصلح ما أخل به الفقر من صفات الإنسانية بالفقراء ,ويحمل الجميع على ذالك فيستوي الغني والفقير ويتقارب بعضهم من بعض فيشعرون بألم واحد ويحسون بإحساس واحد , فيتعاطفون ولا يتنازعون ويتقاربون ولا يتباعدون , وهنا تتحقق الاشتراكية الإسلامية الفاضلة بفضل الصوم .