الثلاثاء، يوليو 26، 2011

اجتماع خاص مع وزراء الإعلام العرب







همسة في أذن وزراء الإعلام العرب 




من المحيط إلى الخليج  من أقصى المغرب العربي إلى أقصاه  الشرقي
أساتذتي الإجلاء أخواني وأخوتي المحترمين بعد التحية
أدرك الحمل الثقيل الذي تحملونه والمسئولية العظيمة المكلفين بها من قبل دولكم  . ومن ضمن مهامكم توجيه الرأي العام لما تريده سياسة  الدولة أو ما تريد فرضه على الشعوب بغض النظر عن صدقه لأن هدف الدول هو السيطرة على الأمن العام حتى لا تعم الفوضى أو يحدث خلل في سيادة حكم الدولة وبسط سيطرتها ونفوذها   كلنا نتفق على ذالك
ونحن كشعوب ندرك أن سياسة الإعلام الغاية تبرر الوسيلة
لذالك لم نعد نهتم لإعلام الدولة من ناحية الصحف ومقالتها ذات الطابع السياسي الذي يعكس موقفها  وما تريده أن نفهمه نحن كمواطنين ونؤمن ونعمل به . ولم نعد نهتم للقنوات الرسمية للدولة ولا الفضائيات التي ترتبط بالدولة وسياستها
وكما تعلموا أحبتي نحن في عصر العولمة وأصبحنا نأتي بالأخبار من مصادرها الأصلية وبالصوت والصورة والأدلة الدامغة
وهذا ما جعل الصحف الحكومية أو إعلام الدولة بصفة عامة يفقد مصداقيته لدينا ولا يعنين في كبير أمر أو صغيره
ولأني حزنت وتأسفت لموقفكم هذا بدأت أفكر لكم في حل . لعله يشفي غليلكم ويريح سريرتكم وتغر به أعينكم
ولكي يكون الحل جزري وقوي لأبد أن أتقمص شخصية    رئيس الدولة أو وزيرة الإعلام إذن السؤال الذي تنظرون الإجابة عليه ! هو  ماذا أفعل لو كنت أنا رئيسة دولة أو وزيرة إعلام أريد أن أفرض سيطرة إعلامي الذي يتعلق بدولتي أو وزارتي على توجيه الرأي العام وفرض هيمنتي على تحريكه متي ما أشاء وكيف ما أشاء ؟!!!!
ولأنه سر لا أريد الشعوب أن تعلم به اقتربوا مني أكثر وتأكدوا من عدم وجود تسجيل أو منفذ للصوت .
جميل أسمعوا وافهموا جيداً .  بعد دراسة وبحث وتوغل داخل المجتمعات بثقافتها المختلفة ومن خلال تواجدي في الشارع مع العامة من الناس والخاصة منهم . أدركت أن إعلامنا لا يؤثر على الرأي العام ولا يصدقون كلمة مما نقول أو نكتب أو نعلن إلا نادراً عندما يشاهدوا بالأدلة الملموسة
ووجدت من خلال بحثي إذا قلنا شي يتوقع مواطنونا عكسه تماماً الأمر الذي صدمني جدا
أعطيكم مثال . عندما نكتب في صحفنا نحن ندين ونستنكر ونشجب ما تقوم بها إسرائيل تجاه شعب فلسطين الاعزل الخ سرعان ما يدرك مواطنينا أنا لا نبالي بفلسطين ولا بقضية فلسطين وإنما نقول ذالك لزر الرماد على العيون تعجبت كيف فهموا ذالك .
ومن هنا جاء الحل الجزري لكسر الحاجز الكبير بيننا كإعلام دولة وبين شعوبنا . ألا وهو أن نكتب الصدق
نقول نحن لا نهتم بقضية فلسطين ولا يعنينا أمر الشعب الفلسطيني ، ولا يهمنا انفصال جنوب السودان أو شماله وليتحرق كل الشعب الصومالي الأجرب و ليموتوا جوعاً على الأقل نخلص منهم وهكذا
ولقد جربت ذالك خلا ل صحف الأسبوع المنصرم وكانت النتيجة مذهلة       
أدرك الشعب أن دولتي وإعلامي متأثر جداً لقضية فلسطين وإني حريص على وحدة السودان وحل مشكلة الصومال
وخلصت كل الصحف من المكتبات بل دعت الحاجة إلى رفع طباعة أعداد إضافية للصحف دولتي اليومية وذاد عدد المتابعين لفضائيات الدولة
وأثبت بذالك تبني سياسة الصدق لعكس موقف وسياسة دولنا الحق مهما كان هذا الصدق يسيء لنا أو يؤثر على الأمن القومي  هو الذي يجعل من إعلامنا  مسيطر على إدارة دفة الرأي العام  وثقوا بما أقول  تماماً و لا تخافوا     
             ودمنا مسيطرين على الرأي العام للشعوب