الخميس، فبراير 03، 2011

عندما تحكم الاستخبارات عالمنا العربي

عندما تحكم الاستخبارات عالمنا العربي


ليس من الصدفة أن تطالب وتصر أمريكا على تنحي الرئيس حسني مبارك لتثبت أنها مع الشعب إنما لعلمها الأكيد أن ما ترغب به الأخيرة لا يمكن يريده أو يرغب فيه الشعب المصري أو شعوب المنطقة  قاطبة لخبرتنا في سياسة أمريكا تجاه عالمنا وماذا نعني لها كشعوب ؟! وماذا يعني لها الأمن القومي لإسرائيل .
وليس صدفة أن تنشر جريدة الشرق الأوسط بواسطة رئيس تحريرها مقال يمهد الرأي العام خاصة وسط الشباب الثائر لخطاب الرئيس   للقبول به  . من يقرأ المقال ويسمع الخطاب وكأنما نسخة مطابقة من بعضهما .
وليس صدفة أن يكتب في جريدة معروف وكاتب له متابعين مقال يتحدث فيه عن الصراع الذي ينتج نتيجة لتصنيف البشر لفرقتين وذالك في نفس اليوم الذي يُفاجأ فيه الشباب المرابطين بظهور جماعة فوضوية مؤيدة لمبارك ويبدو المشهد وكأنهم جمهور كورة قدم يتصارعان وليس مسألة شعب يرفض الوضع السائد وسياسة الأمر الواقع والتبعية المطلقة لأمريكا وحماية بنتها الدلوعة
وليس من الصدفة أن تنحرف قناة عربية معروفة بعد ما كانت مع الحق المبين لتبدأ  في تبيض وتلميع الأحداث لتصب في صالح الرئيس الغير مرغوب فيه
وليس صدفة أن يعاد الإنترنت وتبدأ حملة شرسة منظمة ومضادة للثوار الشرفاء إذن ما هو الجديد في الأمر لينحرف المسار هكذا فجأة
والجواب ببساطة أصبح الأمر صراع  بين طرفين متناقضين  وبالعربي الفصيح انتصار الثورة في مصر يعني هزيمة شنيعة ومروعة للتيار الذي صنف نفسه بتيار المعتدلين أو الذين يرون أمريكا صديق حنين لهم وبين التيار الرافض لهذه التبعية العمياء والرافض للخنوع والراغب للعدل والمساواة والحياة الطيبة لجميع شعوب المنطقة
وعندما لاحت في الأفق بوادر انتصار الثورة  هنا جن جنون الاستخبارات للتيار الذي على وشك الانهزام  فكانت هذه الخطة المدبرة التي  لاحت لنا أمس من وقبل أمس بإتباع نفس وسائل الشباب الإعلام والانترنت مع إضافة تدليس وكذب ونفاق حتى تميل الكفة لصالحهم
وقد فات على هؤلاء عظمة الخالق الديان وأن الأمر بيده أن أراد حسني مبارك في الملك سوف يبقى وأن كتب نهاية ملكه سوف ينتهي شاء من شاء وأبى من أبا
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( 28
لفهم هذه الآيات العظيمة لابد من معرفة أسم الله تعال(( الملك ))
أصل المَلك في الكلام :  الرَّبطُ والشدُ ،  يقال : ملكتُ العجينَ ، أمِلكُه مُلكاً ، إذا شددت َعجنهَ ، وقال أصحاب المعاني المَلِك النافذُ الأمر في مُلكه إذ ليس كلُّ مالِك يفُذُ أمرُه وتصرُّفُه فيما يملِكه ، فالمَلِكُ أعمُّ من المالك ، والله تعالى مالك المالكين كلهم ، والمُلاَك ُ إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته جلت قدرته سبحانه وتعالى   إذن ليس هناك مهزوم ومنتصر إنما هناك إرادة الله وقدرته وعظمته وحكمته في نزع ملك من يشاء أو الإبقاء عليه
ما يؤلمني التعاون المشترك من بعض الدول ذات الثقل في المنطقة مع أمريكا من أجل توفير الأمن لإسرائيل أو لبسط السلام والاعتدال الفاقد أهم وابسط قواعده هو تساوي قوة الطرفين واحترام كل طرف لحقوق الآخر وعدم سطوة وجبروت طرف على آخر وهو الذي حاصل بين عالمنا الضعيف وأمريكا وبنتها الممقوتة