الجمعة، مايو 14، 2010

زميلي عاشق النمل
بداية القصة حصل تجديد للطلاء في القسم الذي اعمل فيه مما دعانا لفتح النوافذ لتجديد الهواء
أبطال القصة زميلي الأسيوي الجديد وذبابتين تعستين قادهما حظهما العاثر لصالة القسم
خرجت من غرفة التصوير لأجد زميلي في وضع غير طبيعي مشمر ساعديه ومركز بصره
وتفكيره ويحمل أداة خاصة لقتل الذباب راعني المشهد الإرهابي وأسرعت بالهروب
من روية المجزرة
وانشغلت في مسألة وخرجت للصالة لأجد انتهاء المعركة الدامية وزميلي
يجلس على الأرض ويتأمل في ضحاياه بكل برود تعجبت من أمره وقلت له بالإنجليزية
ماذا جرى ماذا تفعل رد لي لا شيء ولكني أشاهد مجموعة من النمل عسرت على
وجبة شهية من الطعام قلت في عقلي أكيد هادا ما صاحي
عاتبته هل جرى لعقله مشكلة لماذا لا ينادي العامل ليتخلص من ضحاياه أو يحمل
منديل ويتخلص منهما ضحك ورد بحنان بأن الله جلب رزق للنمل لا يستطيع أن
يحرمه منه
قلت له لا لابد أن تذهب لروية أخصائي النفسية ضحك ولم يهتم لكلامي ورايته جاد جداً
فيما يفعل قلت له كيف تعالج مشكلة بمشكلة أكبر النمل أكثر خطورة من الذباب قد
يؤدي على تأكل الجدران وزيادة المسامات بين البلاط مما يؤدي إلى توفير بؤر لتوالد
البكتريا لم يرد علي ((السفاح الحنون )) إلا بالضحك ومضى مصراً على توفير الوجبة الدسمة للنمل
تركته وذهبت اضرب كف بكف
وتعجبت ودار في ذهني مليون علامة استفهام هناك الكثيرون من الناس يحلون المشكلة
بمشكلة أعمق ويظنون إنهم يقومون بعمل جيد مفيد وكل ذالك بنظرة سطحية غير مدروسة
من الأمثلة
رجل لا يقوم بواجبه تجاه زوجته وأولاده وأهله ويجعل حياة الأسرة وحياته جحيم
ويذهب ليحل المشكلة بزواج آخر ويكون أسرة تعيسة أخري ويصير العدد اثنين
مثال آخر
أن ترفض فتاة تجاوزت الثلاثون من عمرها الزواج من رجل مقتدر زو خلق كونه لديه
زوجة أو زوجتان هروباً من المشاكل
أليس من الأفضل لها تكوين أسرة بدلا أن تظل تحلم وتتمنا تجربة الزواج إلى أجلاً غير مسمى.....
أو من يحترف الاختلاس واكل أموال الناس بالباطل لحل مشكلة أو ضائقة مالية أو البحث عن السعادة والعيشة الهنية لأسرته ناسي ومتناسي إن المال الحرام لا يدوم وأضراره أضعاف فوائده قد يصاب هو أو أحد أفراد عائلته بالأمراض الخبيثة والفتاكة والمدمرة
والأخطر من ذالك لا تقبل الصالحات من أعماله من صدقة وزكاة ودعاء وغيره كما
في معني الحديث الرجل (أغبش أقبر يمد يديه للسماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه وملبسه حرام وغزيا بالحرام فأنا يستجاب له)
ونوع آخر وهو ما يعنيني بقوة الشباب الذين يفجرون أنفسهم ويقتلون إخوانهم وأهليهم
ظناً منهم إنما يفعلون الصواب ولا يدرون إنهم يحلون مشكلة وهمية بمشكلة أعمق
قتل الأنفس التي حرم الله والفساد في الأرض وتشويه الدين الحنيف الذي يتبرأ منهم إلى يوم الدين
كل تلك الأخطاء من متابعة الهوى والمخيلة وعدم مشاورة العقل أولاً ثم أهل الثقة
وإنما يحلون المشاكل من إتباع العواطف الوهمية والدواخل فقط كما فعل زميلي
عاشق النمل

هناك تعليقان (2):

  1. مقال جميل يا ذات الشجون وقاعدة ارتكاب أخف الضررين عند اجتماعهما لا ينكره عاقل ويشهد له العقل والفطرة والشرع
    قال الشاعر
    إن اللبيب إذا بدا من جسمه***مرضان داوى الأخطرا
    ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لما أرادوا الإنكار على الأعرابي الذي بال في المسجد
    (دعوه ولا تزرموه) أي لا تقطعوا عليه بوله ثم دعا بسجل من ماء فصب عليه وانتهت المشكلة

    ردحذف
  2. مشكور أخي الكريم على تعليقك القيم تسلم

    ردحذف