السبت، سبتمبر 29، 2012




مأساة  نشر كتاب
إذا أردت  أن  تُصاب بالجنون والأرق ،،وتسبح  في  بحر من الهموم ،وترتع  من  حياض  الغَم
جرعات  كبيرة من  السموم، وتتوكأ على جبال  وتلال  وهضاب من الإجراءات التي  تقوم  بها 
at night and afternoon  ..وتريد  أن  تبحث عن  البروقراطية  كيف  هي  تكون ... عليك 
أن  تالف  كتاب  في  السعودية  وتسجله  في  الخرطوم  وتفكر  في  طباعتها  حيث مكان  عملك
 وحياتك  وقرائك  ومتابعيك  وأصدقائك ومحبيك   أمر مضمون ..  خاصة  إذا  كنت  ليس من 
المشاهير أو  الذين  يملكوا  أموال  ليس  لها  كمَ معلوم ..أجل  أحبتي  هذا  ما  تعاني  منه  ذات 
الشجون التي  تجرأت  في  تأليف  كتاب  اعتبرته هدية  وعطاء  من  رب  الكون  وسفينة  تعبر
 بها  إلى  بداية  لمرحلة  في  حياتها تجعلها  ((تهب)) على  وجه  الكون .
دعونا  من  كل  ذالك  ولنعود  إلى  لبَّ المقال ..ز
كنت  ومازلت  من  المنادين  وبإصرار  وإلحاح  إلى  وحدة  وتماسك  الأمة..  بل  كتبت  ميثاق  يبين  كيف  هي  هذه  الوحدة  والتعاون  المشترك  بين  بلداننا  ..  ومن  ضمن  هذه  البنود  التعاون  والوحدة  في  الأمور  الثقافية  والأدبية  ،،  ومن  ضمنها  الكتب وغيرها
لتتأملوا  وتفكروا... معي  لو  قدر لنا هذ الوحدة  وكان  هناك  ميثاق  يبين  الشروط  التي  يجب  أن  يطبع  من  أجلها  كتاب  أو  التي  تسمح   بإطلاق  سراحه  من  سجن  الأوراق  والدفاتر إلى  الملأ  ..  بحيث  تكون  هذه  الشروط  موحدة  بين  جميع  الدول  العربية  أي  هي  نفسها  في  السودان  ومصر  والسعودية  وغيرهم  ..  هنا  لن  يجد  الكاتب  المؤلف  معاناة  أو  تعجيز من  أجل  كتابه ..  الأمر  الذي  يشجع  الشباب والأجيال  الناشئة  في  التوجه  إلى  عالم  الكتابة  والمطبوعات  في  أي  مكان  يتواجدون  فيها  ..
ويقلل  من  معانة  الإصدار  والتصدير  وغيره من  التعقيدات  المملة  والمحبطة  للفكر  أن  يتوارى  خلف  حجاب  الأوراق
وأنا  لا  أقلل  من  شان  التدقيق  الجيد  والدقيق  لأي  كتاب  بالعكس  هذا  أمر  يسعدني  ولكن  ما  يؤلمني  أن  نلغي  عقول  بعضنا  البعض  ولا  نحترم  آراء  و بعضنا
وكأننا  ليس  من  طينة  واحدة  ولغة  واحدة  وتاريخ  واحد  ورب  واحد  ودين  واحد  ومصير  واحد ..  فكيف  نتوحد ؟! إذا  لم  نتوافق  فكرياً  وأدبياً  وأخلاقياً  بربكم  قلوا  لي  كيف  ؟!!
لقد  بذلت  جهد  جبار  في  السودان  من  أجل  إجازة  كتابي  ,,  وكنت  مجبرة  في  مد إجازتي  بعد  شهر  كامل  إلى  42 يوم  من  أجل  تحقيق  هذا  الهدف 
وتمكنت  من  الحصول  على  رقم  الإيداع  ورغم  ISBN  الدولي ووجدت  قبول  رائع  للكتاب  من  كل  الذين  اطلعوا  على  مسودته  ومقدمته
من  ضمنهم الوزير  السابق  السمؤال  والبروفسير   قاسم  عثمان ا وأشاد  المصنف بمستوى اللغة  الأدبية  وما  طرحته  في  الكتاب..
حملته  و   كلي  فرح  وآمال  بطباعته  في  المملكة  لعدة  أسباب  ,,  ولكن  كان  الأمر  مجرد  أوهام وسراب  
قيل لي  لأبد  أن  يمر  الكتاب  بجميع  المراحل  التي  مر  بها  في  السودان  أي الحصول على رقم   ISBN للمرة  الثانية
أليس  من  الأفضل  توحيد  قانون  المطبوعات من  أجلنا  نحن  شعوب  هذه   الأمة والبلدان
 التي  تعاني  من  غلق  الأبواب  في  وجهها  حيثما  تتوجه  ..  ولا  تجد  غير  الفكر  والقلم 
مكان  لأن  تتنفس  ولكن  حتى  هذا  الباب  تعرض  للغلق  بأثقال  من  الأقفال .. لو كنت في  أمريكا أو  احدي دول  الغرب  لتبنى مشروع  كتابي الكثيرون لما  فيه  من  أفكار  عصرية وواقعية  تفيد  كافة . 
ولكني  من  هذه  الأمة  العوجاء  ربما  لن  يرى  كتابي  النور   بسبب  البرقراطية  المملة  والقاتلة  المدمرة  لنا  وهي  من  أكبر أسباب  تأخرنا  وتخلفنا  عن  الأمم  .
قيل  لي أن  لكل  دولة سياستها  ثقافتها  وعاداتها  وتقاليدها  وقيمها  وأخلاقها  وهذا  كلام  جميل  إذن
في  امتنا  العوجاء  من  يفكر  في  تاليف  كتاب  وطباعته  ما  بين  دولتين  ، كمن  يحمل  أثقال  وهو  يقطع  المسافة  ما  بين  هاتين  الدولتين  ...لأن   لكل  دولة  من  دولنا  إسلامها  ودينها  ونبيها   ورسولها  وعلمائها  وشريعتها   ومفكريها  فلا  تقولوا  نحن  امة  واحدة 
بل  نحن  أمم  ودويلات  متباعدة  وعقول  متنافرة  يحتقر  ويتعالى  بعضها  على  البعض 
فلا  تتمنوا  النصر  أو  المجد

الله في سابع سمائه أمررنا رسولنا الذي نتبعه كلنا بالقراءة فقال تعالي ((بسم الله الرحمن الرحيم

{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } * { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } * { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } * { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } *{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ }

ولم يقل لنا ماذا نقرأ ولكن بني البشر يحددوا ويغرروا لنا ماذا نقرأ 

  انتهى



  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق