الجمعة، نوفمبر 09، 2012

قفزة فكرية في تفسير الأيات 20 إلى 35 من سورة الأنبياء





قفزة  فكرية  في  تفسير  الآيات 20 35 سورة  الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَأوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون

قبلها  دعوني  أخبركم  بما  جاء  في  معنى  الرتق : -حسب السابقون

 قال ابن عباس رضي الله عنهما وعطاء وقتادة : كانتا شيئا واحدا ملتزقتين ( ففتقناهما ) فصلنا بينهما بالهواء ، والرتق في اللغة : السد ، والفتق : الشق
قال كعب : خلق الله السموات والأرض بعضها على بعض ، ثم خلق ريحا فوسطها ففتحها بها . لا  أريد  أن  أطيل  لأن  كل  ذالك  يمكنكم  البحث  عنه  في  قوقل  ربنا  يخليه 
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون


ما  يعنيني  ما  فتحه  الله  علي  في  معنى  الرتق  والفتق  وطبعا  بل  بالتأكيد  الله  تعالى  أعلم ’’
كلنا  نعلم  أن  الله  أوجد  الكون  والحياة  من  عدم  ما  أريد  أن  أخوض  فيه  هو  بعد  أن  أوجد  الكون، وبعد  أن  خلق  السموات وبيئتها  وطبيعتها و خلق   والأرض  بجبالها  وتلالها  وطبيعتها  ومائها  وهوائها   ،وجعل    عرشه  في  السماء  وآدم ايضا كانا  أيضا  في  السماء  ..ركزوا معي ...
أي  خلق  الأرض  قائمة  بذاتها  وخلق  السماء  قائمة  بذاتها ،،  وخلق  آدم  وهواء  وكانا  في  السماء  وفي  الجنة  كما  جاء  في  التفسير إذن  كانت  هناك  حياة  مادية  ملموسة  ..ولكن  لا  توجد  حياة  تفاعلية  بحيث  لا  يوجد  فرق  أو  تميز  الحق  والباطل  بصورة  أعم  بين  الخير  والشر هذا بالنسبة  لسيدنا  آدم وأمنا حواء ..ففتق الله  السماء  من  أجل  بداية  الحياة  التفاعلية  فتقهما  أي  حدد  الخير  وجعل  مكانه  السماء  والشر  وجعل  مكانها  الأرض  ...ودليلي   أن إذا  كانتا  السماء  والأرض  كتلة  واحدة  وفتقهما  الله  سبحانه  وتعالى  كما  نقل  لنا  المفسرون  هنا  لأبد  أن  تتشابه  الطبيعة  في  السماء  مع  طبيعة  الأرض  لأنهما  مثل  التوأم الناتجين من  بويضة  واحدة,,ولكن  الواقع  والحقيقة  تقول  أن  البيئة  في  السماء  تختلف    تلك  التي  في  الأرض  إذن  الفتق  ليس  مادي  ملموس  إنما  معنوي  محسوس  في  صفات  الخير  والشر  والفرق  بين  الحق  والباطل  ,,, كل  أعمال  الخير   وكل  ما  هو  حق  صاعد  إلى  السماء وكل  أعمال  الشر  وما  هو  باطل  هابط  إلى  الأرض   فهذا  هو  الفتق  أي  الفصل  وقبل  ذالك  كان  لا  تميز  في أين  يكون  الخير  وأين  يكون  الشر  الدليل  أن  الشيطان  الذي  طرد  إلى  الأرض كان  في  السماء   فغوى  آدم  عليه  السلام  وجعله  يختار  الشر  عن  الخير   هنا  لأبد  أن  يهبطا  في الأرض  وهنا  كانت  بداية  الحياة الفعلية  للبشر  أي  التفاعلية ..  الا تروا  قوله  ((وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
أي  أن  هناك  حياة  مادية  ملموسة يشكل الماء  أكبر  نسبة  فيها  وحياة  تفاعلية  محسوسة  تشكل  من  التفاعل  والتجاذب بين  الخير  والشر وأكد  ذالك  في  ختام  هذه  الأيات   قوله  تعالى
هذه  الفتنة  مقاومتها  والنجاة  منها  هي  الحياة  التفاعلية  الناتجة  من  الفتق  أي  الفصل  ما  بين  الخير  والشر

لرحمته  وعطفه  وعلمه  بتركيبة  آدم  عليه  السلام  ساعده  ودله  ووجه  بطرق  معينة  وسبلا  عدة  حتى  يميز  بين  الخير  والشر  بل  أرسل  له  الرسل الكتب بالإضافة  إلى  شواهد  الطبيعة  التي  تدله  وترشده  وتجعله  يميز  بين  الخير  والشر
وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ

والله  تعالى  أعلم



                             







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق