الثلاثاء، يناير 01، 2013

الأمر الذي اكثر إيلاما



الأمر  الذي  أكثر  إيلاما


28-{
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (15) سورة الأحقاف



لا  أريد أفسر  هذه  الآيات المباركة  ولكن  أريد  التوقف  في  حتى  إذا  بلغ  أشده أربعين  سنة

يؤكد لنا  الله سبحانه  وتعالى    أن  عمر  الأربعين  هو  العمر  الذي  تصقل  فيه  شخصية

  المرء من خلال  التجارب  العديد  التي  يخوضها  وتمر  عليه  في  حياته . كذالك يكون  قد 

تجرع  صنوف  المصائب  والمحن  والبلايا  التي  تسبب  له  الألم  والشجون  الدفينة  .

هذه  الخبرة  التي  يكتسبها  الإنسان  تؤهلها  أن  يصنف  ويقيس مستوى المصائب  والمحن

من  حيث  أيهم  الأكثر  ألم  ...  وتتأثر  بعامل   درجة  إيمان  المبتلى  وثقافته  ...

وأختكم  ذات  الشجون   تتربع  في  عرش  الأربعين  ..  مما  أتاح  لها  أن  تتجرع  شتى 

صنوف  المصائب  والمحن  والبلايا  ..  وتمكنت  أن  أكتب  اليوم  واثقة  أي شيء  أكثر 

ألما  للنفس  الإنسانية ....

في  البداية  الكثيرون  سوف  يؤكدوا  لي  أن  الموت  أكبر  مصيبة   في  الحياة  الدنيا    وما

  يعنيني  مصائب  الدنيا   وليس  الآخرة    لأن  أكبر  مصيبة  يوم  القيامة   هي  أن  يلغى الله

  سبحانه  وتعالى بك  في  قاع  الجحيم  وتكون  من  الخاسرين  الخسارة  الأبدية  ..
   
قبلها  دعوني  أذكركم  بمعنى  المصيبة : 


المصيبة  هي  : - الأمر  الذي  ينال  الإنسان  منه  المشقة والألم  ..  وبلغة  العصر  يسبب 

للإنسان    الإحباط  والاكتئاب  والتوتر  والقلق  والضيق   وصدقوني  عندما  تبلغ  ذروته  ليس 
له  دواء  إلا  أن  يتولى  الله  المصاب   برحمته   إذا لجأ  صادق  إليه

وكما تعلمون  هذه  المصيبة  تحدث  بدون  إرادتنا  أو  رغباتنا  وغالبا  لا  دخل  لنا  فيه 

وبنسبة  ضئيلة  نتسبب  نحن  في  المصائب  التي  تحدث  لنا   وكلها  بإرادته  هو سبحانه

ما أريد  الإشارة  إليه   أن  مصيبة  الموت  برحمة  الله  تتحول  إلى  يقين  وطمأنينة  بالشروط  التي  ذكرها  الله  في  قوله  تعالى

:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْد قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)} [التّغابن]
وقوله  تعالى
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157]. آية ..

إذن  الموت  ليس  أكبر  مصيبة  في  الحياة الدنيا  اؤكد قولي  هذا   من

 تجاربي  الشخصية التي  مرت  في  حياتي  خلال  أكثر  من  40  عام

 من  الأشياء  المؤلم  أن  تدرك  أن  هناك  عزيز  قريب  لك  محتاج 

ويعاني  وأنت  عاجز  عن  مد  يد  العون  له  لحل  كافة  مشاكله

وأن  ترى  قضية  فلسطين  لا  أمل  في  حلها  قريب  ،،  أن  ترى
 الموت  يمين  يسار  للمسلمين  في  كل  مكان وأنت  عاجز  عن  مد  يد  العون أو  المساعدة .....  
التعامل  بازدواجية  أصبح  أمر  عادي  كل  هذه  أشياء  تسبب  الألم
لقد  توفت  شقيقتي الكبرى  في  عز  الشباب
أعقبتها  بعد  عدة  سنوات  والدتي الغالية  رحمهما الله

وبعدها  35 يوم  لحقها  شقيقي  الصغير ماجد  في  حادث  سيارة  أليم  أنا  كنت  معه وهو  خاطب  على  وشك  الزواج
وتعرضت  في  نفس  الحادث  لجروح  وكسور  مازالت أثاره  باقية  بصورة  طفيفة

كل  ما  سبق  سبب  لي  الم  نفسي  جامد ولكن  مع  الاسترجاع  والقناعة  واليقين ،، تجاوزت  المحنة  والحمد الله  رب  العالمين
تعرضت مؤخر  لأمر  وجدت أن  الألم والمشقة  اللذان   سببهما  لي

 تفوق   أضعاف  المرات  عن  الألم  الذي  شعرت  به  بعد  وفاة  الغالية 
رحمها  الله 
الشاهد  أكثر  ما  يسبب  الألم    ليس  له  مثيل  في  هذه  الحياة 

الدنيا  ...  أن  تكون  شخص  متحمس مليء بالعطاء  لا  تعرف
 المستحيل  تشع  نشاط  وحيوية  وهمة  وعزيمة  وإصرار  وإرادة

ويبتليك  الله  أن  يجعل  حاجة  من  حوائجك  في  يد  أناس 
باردين  برود  الثلج  في  تعاطيهم  لهذا  الأمر  الذي  يخصك

حينها  أيقنت  لماذا  هناك  دولة  عربية  غنية  بمواردها  الطبيعية    الطبيعية  ،، وثرواتها 

الغنية    ,وعقول  شعبها  المستنيرة  بشهادة  الجميع ... ولكنها  تعاني  من  الفقر  والتخلف  والتأخر في  ركب الأمم

السبب  هو البرود  الثلجي  القاتل  لأي  همة  وعزيمة  ونشاط  إلا  من 
رحم  ربي   وفي  الحقيقة  ليس  هذه  الدولة  وحيدة  مثلها  آخرين  كُثر   في  امتنا  الله  يعين






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق